تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة mSystems التابعة للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة إلى أن كثيرًا من الأدوية المتداولة تُحدث تغييرات واسعة في تكوين الميكروبيوم المعوي، وتبقى نتائجها سنواتًا. يوضح البحث أن تناول دواء في فترة سابقة، حتى بعد انقضاء سنوات على التوقف، يظل له تأثير ملموس على المجتمع الميكروي داخل الأمعاء.
النقاط الرئيسية
- ارتبطت 186 مادة دوائية من بين الأدوية التي تم تحليلها بتبدلات قابلة للقياس في تركيبة الميكروبيوم المعوي.
- ظهرت علاقة واضحة بين تعاطي أدوية سابقة، قبل أخذ العينات بسنوات، وتبديلات في الميكروبات المعوية.
- كان التأثير متراكمًا؛ تكرار استخدام الدواء أو استمراره أنتج تأثيرًا أشد.
- إلى جانب المضادات الحيوية، برزت أدوية أخرى مثل البنزوديازيبينات، مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، حاصرات بيتا، مضادات الاكتئاب، والجلوكوكورتيكويدات كعوامل تُحدث تغييرًا.
فهم دور الميكروبيوم المعوي
الميكروبيوم المعوي عبارة عن تجمع ضخم من التريليونات الميكروبات يتجاوز دوره عملية الهضم. ينظم الجهاز المناعي، ويؤثر على الأيض، والمزاج، ويحدد استجابة الجسم للأدوية والأمراض. عند إغفال تأثير الدواء على هذا التجمع، تظهر خلافات غير متوقعة في نتائج الأبحاث، وقد تظهر مشكلات صحية غير مرئية لدى الأشخاص.
الأدوية التي تؤثر على صحة الأمعاء
راجع الباحثون بيانات 2509 بالغًا، ودرسوا عينات البراز وسجلات الوصفات الطبية. تبيّن أن أدوية شائعة تُستعمل لعلاج الارتجاع (مثبطات مضخة البروتون) أو القلق (البنزوديازيبينات) تُقلّل تنوع الميكروبات، تُبدل عمليات التمثيل الغذائي، وتُعدّل الاستجابة المناعية بعد سنوات من التوقف.
استراتيجيات لدعم صحة الأمعاء
- مناقشة التاريخ الدوائي: اسأل الطبيب عن بدائل أقل تأثيرًا على الميكروبيوم عند الحاجة لعلاج طويل.
- الاختيارات الغذائية: اعتمد نظامًا غنيًا بالألياف يحتوي على الحبوب الكاملة، الخضار الورقية، البقوليات، والمكسرات لتغذية سلالات الميكروبات المفيدة.
- الأطعمة المخمرة والبريبايوتيك: أضف الزبادي، الكفير، الكيمتشي، المخللات الطبيعية، والأغذية المحتوية على الإينولين لتعزيز تنوع الميكروبات.
- تجنب الأدوية غير الضرورية: تقليل استخدام المضادات الحيوية، مثبطات مضخة البروتون، والبنزوديازيبينات قدر الإمكان.
- عوامل نمط الحياة: مارس نشاطًا بدنيًا منتظمًا، خذ قسطًا كافيًا من النوم، واستخدم تقنيات تهدئة الإجهاد لتحسين تواصل الدماغ بالأمعاء وتقليل اضطراب الميكروبات.
- الترطيب: اشرب سوائل بانتظام، وتجنب الصيام الطويل لأن الماء يسهل حركة الأمعاء وانتقال الميكروبات.
تخلص الدراسة إلى أن الأدوية ضرورية لكن آثارها على الميكروبيوم المعوي قد تمتد لسنوات. تشير النتائج إلى أن تعاطي الأدوية في الماضي يؤثر الآن على صحة الأمعاء بنفس قوة الأدوية المتناولة حاليًا.