
الصحة اليومية
·05/09/2025
تشير الأبحاث الجديدة إلى أن الالتزام بنظام غذائي متوسطي يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف، حتى بالنسبة للأفراد الذين لديهم استعداد وراثي عالٍ. كشفت دراسة طويلة الأمد شملت أكثر من 5700 مشارك أن أولئك الذين اتبعوا هذا النظام الغذائي، الغني بالأطعمة النباتية والأسماك، كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف.
لوحظت أبرز الفوائد لدى الأفراد الذين يحملون نسختين من المتغير الجيني APOE4، المعروف بزيادة خطر الإصابة بالزهايمر بشكل كبير. أظهر هؤلاء المشاركون انخفاضًا بنسبة 35% في احتمالية الإصابة بالخرف عند اتباع نظام غذائي متوسطي أساسي، مع زيادة تقليل المخاطر بالتوازي مع الالتزام بمبادئ النظام الغذائي.
تعمق الباحثون في الملفات الأيضية للمشاركين لفهم سبب فعالية النظام الغذائي المتوسطي. من المعروف أن متغير APOE4 يؤثر على كيفية استقلاب الجسم للدهون، مما قد يؤدي إلى تراكم الدهون والالتهاب في الدماغ، وهما من العوامل التي تسبق الخرف. حددت الدراسة اختلافات أيضية محددة لدى الأفراد الذين يحملون المتغير المزدوج APOE4، مما يفسر ارتفاع خطر إصابتهم واستجابتهم الأكبر للنظام الغذائي المتوسطي.
يركز النظام الغذائي المتوسطي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والأسماك والبقوليات والمكسرات والبذور، مع الحد من اللحوم الحمراء والمعالجة والكحول. يوفر هذا النمط الغذائي مغذيات أساسية قد تساعد في تصحيح الاضطرابات الأيضية الناتجة عن العوامل الوراثية. بينما لا يمكن تغيير الجينات، فإن الخيارات الغذائية توفر طريقة قوية للتخفيف من المخاطر المرتبطة بها.
يفتح هذا البحث الأبواب أمام مفهوم "التغذية الدقيقة"، حيث يمكن تكييف التدخلات الغذائية مع التركيب الجيني للفرد للوقاية الاستباقية من أمراض مثل الخرف. أعربت المؤلفة الرئيسية للدراسة، يوكسي ليو، دكتوراه، عن حماسها للأبحاث المستقبلية التي يمكن أن توضح بشكل أكبر المكونات المحددة في النظام الغذائي المتوسطي التي تدفع هذه الفوائد وكيف تعمل على المستوى الأيضي.
دعمت دراسات سابقة أيضًا الفوائد المعرفية للنظام الغذائي المتوسطي، بما في ذلك نسخة تُعرف باسم نظام MIND الغذائي، والتي أظهرت تباطؤ شيخوخة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالخرف. تؤكد النتائج الدور الهام الذي يلعبه النظام الغذائي في صحة الدماغ وطول العمر المعرفي.