الصحة اليومية
·20/11/2025
انتشرت الأطعمة فائقة المعالجة (UPFs) بشكل كبير في وجباتنا اليومية، خاصة بين الأطفال والموظفين والأشخاص الذين يعيشون ضغط الوقت. بصفتي مختصًا في التغذية، أقدّم فيما يلي مقارنة مباشرة بين هذه المنتجات والأطعمة الكاملة، مع الإجابة عن التساؤلات التي يطرحها الآباء والطلاب ومرتادو الصالات الرياضية.
تحتوي الأطعمة فائقة المعالجة عادة على دهون مشبعة، ملح وسكّر بكميات مرتفعة، بينما تفتقر إلى الألياف والفيتامينات والمعادن. الأطعمة الكاملة، بالعكس، تزوّد الجسم بالعناصر الدقيقة والألياف التي تدعم التغذية المتوازنة وتشعر بالشبع.
تشير المراجعات العلمية إلى أن الوجبات الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بـ:
استعرضت دراسة منهجية 104 أبحاث طويلة الأمد فوجدت 92 منها ارتفاعًا في خطر الأمراض المزمنة والوفاة المبكرة مع تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة. تبقى هذه نتائج ارتباط لا تثبت علاقة سببية، لذا لا تزال هناك حاجة لأبحاث إضافية عالية الجودة.
يحصل سكان الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على نحو 50٪ من السعرات من الأطعمة فائقة المعالجة، بينما تبقى النسب أقل في جنوب أوروبا وآسيا. قد تصل نسبة هذه المنتجات إلى 80٪ لدى الأصغر سناً أو الأكثر حرمانًا اجتماعيًا واقتصاديًا. يغذي هذا الاتجاه عامل الراحة، التسويق العدواني والسعر المنخفض، ما يقلل من استهلاك الأطعمة الطازجة والكاملة.
قد يؤدي تناول الأطعمة فائقة المعالجة بانتظام إلى:
تشير الأدلة إلى أن إعادة صياغة المنتج (تقليل السكر أو الملح أو الدهون) لا تُلغي المخاطر الصحية لنظام يعتمد بشدة على الأطعمة فائقة المعالجة. التركيز يجب أن ينصب على جودة النظام الغذائي الكلي لا على عنصر غذائي واحد.
رغم أن كثيرًا من الدراسات تربط بين استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة والنتائج الصحية السلبية، فإن البحث الحالي لا يقدّم إثباتًا نهائيًا على العلاقة السببية. تؤثر عوامل أخرى مثل الوراثة ونمط الحياة والبيئة على خطر المرض. تدعم الأدلة الحالية بقوة السياسات والخيارات الفردية التي ترفع من استهلاك الأطعمة الكاملة وقليلة المعالجة.
يبدو أن النظام الغذائي الغني بالأطعمة الكاملة والمحدود بالمنتجات فائقة المعالجة يعود بالنفع على معظم الناس. تُعوّض الراحة والسعر المنخفض للأطعمة فائقة المعالجة بمخاطر طويلة الأمد. يستطيع الأفراد والمجتمعات تطبيق استراتيجيات تجعل الأطعمة الكاملة أكثر توفرًا وجاذبية، داعمين صحة مدى الحياة.









