الصحة اليومية
·22/09/2025
كشفت دراسة رائدة أجريت في المملكة المتحدة عن وجود صلة كبيرة بين ركوب الدراجات وتقليل خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر. وتشير الأبحاث، التي تتبعت أكثر من 480 ألف فرد لمدة 13 عامًا، إلى أن اختيار الدراجة الهوائية بدلاً من أشكال النقل الأخرى يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كبير في احتمالية الإصابة بهذه الحالات التنكسية العصبية.
وجدت الدراسة الشاملة، التي نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، أن الأفراد الذين استخدموا ركوب الدراجات بشكل أساسي كوسيلة نقل لديهم معدل إصابة بالخرف أقل بشكل ملحوظ. وبينما أظهر المشي أيضًا فوائد، حيث قلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 6% تقريبًا، أظهر ركوب الدراجات التأثير الوقائي الأقوى.
سلط الدكتور جو فيرغيز، أستاذ علم الأعصاب في جامعة ستوني بروك، الضوء على أهمية الدراسة، مشيرًا إلى أنها الأولى التي تربط ركوب الدراجات ليس فقط بتقليل خطر الإصابة بالخرف ولكن أيضًا بتضخم الحصين. هذه المنطقة الدماغية أساسية لتكوين الذاكرة وعمليات التعلم، مما يشير إلى فائدة فسيولوجية مباشرة من ركوب الدراجات.
يعتقد الخبراء أن هذه الفوائد تنبع من الآثار الإيجابية لركوب الدراجات على صحة القلب والأوعية الدموية، مما يؤدي بدوره إلى تحسين الدورة الدموية الواصلة إلى الدماغ. كما يُشار إلى المرونة العصبية المعززة والتمثيل الغذائي المحسن كعوامل مساهمة في الحفاظ على وظيفة إدراكية صحية. وعلى الرغم من أن الدراسة قائمة على الملاحظة ولا يمكنها إثبات السببية بشكل قاطع، إلا أنها تشير بقوة إلى وجود علاقة بين أنماط الحياة النشطة وتقليل خطر التدهور المعرفي.
توصي منظمة الصحة العالمية بأن يمارس البالغون 75 إلى 150 دقيقة من النشاط البدني القوي أسبوعيًا. وبالنسبة للمبتدئين في ركوب الدراجات، ينصح المتخصصون بالبدء بمسارات أقصر وأكثر أمانًا أو استخدام الدراجات الثابتة. حتى دمج ركوب الدراجات مرة أو مرتين في الأسبوع يمكن أن يحقق فوائد ملموسة لصحة الدماغ على المدى الطويل، مما يوفر سبيلًا واعدًا للوقاية من الخرف.









