الصحة اليومية
·10/06/2025
تكشف الأبحاث الجديدة أن وقت الشاشة، وخاصة الألعاب، يخلق حلقة مفرغة للأطفال، حيث يعمل كـ "لهاية رقمية" تفاقم المشاكل العاطفية والسلوكية. فبينما يوفر راحة مؤقتة، يمنع هذا الاعتماد على الأجهزة الأطفال من تطوير آليات التكيف الأساسية في العالم الحقيقي والمهارات الاجتماعية، مع كون الأطفال الأكبر سنًا أكثر عرضة للخطر بشكل خاص.
تكشف دراسة رائدة، وهي أكبر تحليل من نوعه، عن علاقة ثنائية الاتجاه مقلقة بين استخدام الشاشة والتطور العاطفي للأطفال. فالشاشات لا تساهم فقط في المشاكل الاجتماعية والعاطفية، بل تصبح أيضًا آلية تكيف يلجأ إليها الأطفال الذين يعانون بالفعل. وهذا يخلق "حلقة مفرغة" حيث يؤدي الضيق إلى المزيد من وقت الشاشة، والذي بدوره يمكن أن يفاقم المشاكل الأساسية.
برزت ألعاب الفيديو كأكبر مصدر قلق في الدراسة. فالأطفال الذين يشاركون في الألعاب كانوا أكثر عرضة لتطوير مشاكل عاطفية وسلوكية. علاوة على ذلك، كان الأطفال الذين يعانون بالفعل من هذه المشاكل أكثر انجذابًا للألعاب من أنشطة الشاشة الأخرى. ووجدت الدراسة أن تأثيرات الألعاب أقوى بكثير من تأثيرات الترفيه العام أو المحتوى التعليمي.
على عكس الافتراضات الشائعة، فإن الأطفال الأكبر سنًا (من 6 إلى 10 سنوات) أكثر عرضة للمشاكل المتعلقة بالشاشة من الأطفال الأصغر سنًا (من 0 إلى 5 سنوات). ويعزى ذلك إلى زيادة استقلاليتهم، مما يسمح لهم بالبحث بنشاط عن الأجهزة كـ "طرق هروب عاطفية" عندما يشعرون بالضيق أو القلق. وأظهرت الفتيات ردود فعل سلبية أقوى تجاه الاستخدام العام للشاشة، بينما كان الأولاد في الفئة العمرية الأكبر سنًا أكثر عرضة للمشاكل من الألعاب المكثفة.
كل ساعة تقضيها على الشاشات، وخاصة الألعاب أو مشاهدة مقاطع الفيديو، تزاحم وقتًا حاسمًا لتطوير المهارات الاجتماعية، والمشاركة في النشاط البدني، وتعلم إدارة العواطف من خلال تجارب العالم الحقيقي. ويعني "تأثير الإزاحة" هذا أن الأطفال يفوتون فرصًا لبناء المرونة واستراتيجيات التكيف الصحية، وغالبًا ما يلجأون إلى الأجهزة بدلاً من التفاعل مع الوالدين أو إيجاد منافذ بديلة.
يتطلب كسر هذه الحلقة وعيًا أبويًا. إن إدراك متى يستخدم الطفل الشاشات للتداوي الذاتي من الضيق العاطفي هو الخطوة الأولى. وقد يتضمن ذلك معالجة القلق الأساسي أو المشاكل السلوكية مباشرة، بدلاً من التركيز فقط على حدود وقت الشاشة. وتؤكد الدراسة أن ليس كل استخدام للشاشة ضارًا؛ فالمحتوى التعليمي الذي يشاهده الأطفال مع الوالدين، على سبيل المثال، يظهر تأثيرات سلبية ضئيلة. تكمن المشكلة الأساسية في كيفية استخدام الشاشات لملء الفراغات العاطفية التي يتم معالجتها بشكل أفضل من خلال التواصل البشري وتجارب العالم الحقيقي.









