الصحة اليومية
·11/08/2025
كشفت دراسة رائدة عن المسار الحسي الكامل من الجلد إلى الدماغ لإدراك درجة الحرارة، مبينة أن درجات الحرارة الباردة لها دائرة عصبية مخصصة. يشير هذا الاكتشاف إلى أن جسم الإنسان يمتلك مسارات مميزة لتفسير الدفء والبرودة، مما يتحدى الافتراضات السابقة بأن جميع الإحساسات بالحرارة تنتقل عبر مسار واحد.
نُشر هذا البحث في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، ويمثل المرة الأولى التي يرسم فيها العلماء المسار الكامل للإحساس بالبرودة من الجلد إلى الدماغ. من خلال تحليل النشاط الكهربائي في الفئران، هدف الباحثون إلى فهم كيفية ترجمة المحفزات الباردة على الجلد إلى إشارات يمكن للدماغ فهمها والتفاعل معها. صرح الباحث الرئيسي بو دوان من جامعة ميشيغان أن هذا العمل يمثل "تحولًا نموذجيًا" في فهمنا للإدراك الحسي.
في السابق، اعتقد علماء الأعصاب أن جميع الإحساسات بالحرارة، من البرودة الشديدة إلى الحرارة القوية، تتبع نفس المسار العام إلى الدماغ. ومع ذلك، تُظهر هذه الدراسة أن أجزاء مختلفة من طيف درجة الحرارة تستخدم دوائر كهربائية مميزة لتنبيه الدماغ. أشار دوان إلى أن هذه النتائج "تعزز الفهم وتفتح أيضًا آفاقًا جديدة تمامًا للبحث في كيفية معالجة الجهاز العصبي لأنواع مختلفة من المعلومات الحسية."
باستخدام تقنيات التصوير المتقدمة، والمراقبة الكهروفسيولوجية، والتحليلات السلوكية، والبيانات الوراثية، تتبع الفريق بدقة كيف تدرك الفئران وتنقل الإحساس بالبرودة من جلدها إلى أدمغتها. لقد حددوا مستشعرات محددة على الجلد مضبوطة على درجات حرارة تتراوح بين 15 و 25 درجة مئوية (60-77 درجة فهرنهايت)، والتي تُدرك على أنها باردة. يؤدي تنشيط هذه المستشعرات إلى تحفيز الخلايا العصبية الحسية، والتي ترسل بعد ذلك إشارات إلى الحبل الشوكي. هنا، تحدث خطوة تضخيم حاسمة قبل أن يتم نقل الإشارات لتنشيط الخلايا العصبية المتصلة بالدماغ.
بينما كانت مستشعرات درجة الحرارة المحددة على الجلد معروفة سابقًا، فإن تضخيم إشارات البرودة داخل الحبل الشوكي هو اكتشاف جديد. عندما قام الباحثون بتعطيل الخلايا العصبية البينية المتخصصة المسؤولة عن هذا التضخيم في الفئران، لم تعد القوارض تتفاعل مع درجات الحرارة المنخفضة. والأهم من ذلك، أن هذه الخلايا العصبية البينية استجابت حصريًا لإشارات البرودة، وليس للمحفزات الدافئة أو الساخنة. أعرب دوان عن ثقته في أن هذه النتائج قابلة للتطبيق على البشر، حيث تشير الأبحاث السابقة إلى أن البشر يتشاركون مكونات مماثلة في مسارات الإحساس بالبرودة لديهم.
يخطط فريق البحث للتحقيق في كيفية تفاعل هذا المسار المكتشف حديثًا مع الدوائر الحسية الأخرى، مثل تلك الخاصة بالألم والحكة. يمكن أن يؤدي فهم هذه التفاعلات إلى علاجات جديدة لحالات مثل الألم البارد، وهو أحد الآثار الجانبية الموهنة التي يعاني منها بعض مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، حيث يصبح حتى البرد الخفيف مؤلمًا. من خلال استهداف الدائرة المحددة المسؤولة عن الإحساس بالبرودة، قد يتمكن العلماء من تطوير علاجات لتخفيف هذه الآثار الضارة.









