الصحة اليومية
·09/06/2025
تتحدى دراسة جديدة الاعتقاد السائد بأن المزيد من النوم أفضل دائمًا، حيث تكشف أن مدة النوم المفرطة قد تؤثر سلبًا على وظائف الدماغ، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب. بينما النوم الكافي ضروري للصحة العامة والوظائف الإدراكية، تشير هذه الأبحاث إلى أن النوم المطول يمكن أن يكون عامل خطر قابل للتعديل للتدهور المعرفي.
لسنوات، كان التركيز على الآثار الضارة لعدم كفاية النوم على الدماغ. ومع ذلك، ألقت دراسة حديثة أجراها مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس ضوءًا جديدًا على المخاطر المحتملة المرتبطة بالإفراط في النوم. تشير الأبحاث، التي نُشرت في مجلة Alzheimer's Association، إلى أن مدة النوم الممتدة يمكن أن تضعف الأداء المعرفي.
أكدت سودها سيشادري، الباحثة الرئيسية والمديرة المؤسسة لمعهد غلين بيغز لأمراض الزهايمر والأمراض العصبية التنكسية في جامعة تكساس الصحية في سان أنطونيو، أن "مدة النوم الأطول، وليس الأقصر، ارتبطت بضعف الإدراك العام والقدرات المعرفية المحددة مثل الذاكرة، والمهارات البصرية المكانية، والوظائف التنفيذية". وأشارت كذلك إلى أن هذه الارتباطات كانت أقوى لدى الأفراد الذين يعانون من أعراض الاكتئاب.
أبرزت فانيسا يونغ، منسقة الأبحاث السريرية في معهد غلين بيغز والباحثة الرئيسية في الدراسة، أن "الأفراد الذين ناموا لفترات أطول كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض الاكتئاب". تعزز هذه الملاحظة العلاقة المحتملة بين النوم المفرط والاكتئاب والصحة المعرفية.
اختتم الباحثون بالتأكيد على الحاجة إلى دراسات طولية مستقبلية. يجب أن تتضمن هذه الدراسات مقاربات شاملة ومتعددة الوسائط لزيادة توضيح العلاقة الزمنية بين اضطرابات النوم والتغيرات المعرفية. سيساعد هذا في فهم الآليات الكامنة وتطوير التدخلات المستهدفة.
يوصي المجلس العالمي لصحة الدماغ (GCBH) عمومًا بأن يهدف كبار السن إلى النوم من 7 إلى 9 ساعات في الليلة للحفاظ على صحة الدماغ ووظيفته المثلى. ومع ذلك، تضيف هذه الدراسة الجديدة منظورًا دقيقًا، مما يشير إلى أن تجاوز هذا النطاق، خاصة في وجود الاكتئاب، قد لا يكون مفيدًا للرفاهية المعرفية.









