الصحة اليومية
·11/08/2025
يدرس العلماء مجموعة رائعة من الأفراد المعروفين باسم "المعمرين الخارقين" (SuperAgers) منذ 25 عامًا. يمتلك هؤلاء الأفراد، الذين تبلغ أعمارهم 80 عامًا فما فوق، قدرات ذاكرة تضاهي قدرات من هم أصغر منهم بعقود، مما يتحدى فكرة أن التدهور المعرفي جزء لا مفر منه من الشيخوخة. ترتبط وظيفتهم المعرفية الاستثنائية بملامح عصبية بيولوجية مميزة، مما يوفر الأمل لاستراتيجيات جديدة للحفاظ على صحة الدماغ في وقت لاحق من الحياة.
لمدة ربع قرن، ركز الباحثون في جامعة نورث وسترن للطب على الأفراد الذين يتحدون فقدان الذاكرة المرتبط بالعمر. يحقق هؤلاء "المعمرون الخارقون" باستمرار درجات في اختبارات الذاكرة كما لو كانوا في الخمسينيات أو الستينيات من العمر، وهو تناقض صارخ مع الأداء المعرفي المتوسط لأقرانهم. يهدف هذا البحث الرائد إلى تحديد العوامل البيولوجية والسلوكية التي تساهم في هذه المرونة المعرفية المعززة.
ذاكرة استثنائية: يُظهر المعمرون الخارقون استدعاء للذاكرة يضاهي الأفراد الأصغر منهم بـ 30 عامًا.
بنية دماغ شابة: يُظهرون قشرة دماغية أكثر سمكًا، خاصة القشرة الحزامية الأمامية، وهي حاسمة لاتخاذ القرار والعاطفة.
تفرد خلوي: يمتلك المعمرون الخارقون خلايا عصبية أكثر تخصصًا مرتبطة بالسلوك الاجتماعي وخلايا عصبية أكبر حاسمة للذاكرة.
آليات الحماية المعرفية: تقاوم أدمغتهم إما تكوين لويحات وتشابكات مرتبطة بالزهايمر أو تظل مرنة على الرغم من وجودها.
الاجتماعية: سمة مشتركة بين المعمرين الخارقين هي الطبيعة الاجتماعية العالية والعلاقات الشخصية القوية.
كشف البحث عن آليتين رئيسيتين وراء الشيخوخة الخارقة. الأولى هي "المقاومة"، حيث لا يطور الأفراد بروتينات الأميلويد والتاو المميزة المرتبطة بمرض الزهايمر. والثانية هي "المرونة"، حيث قد يطور الأفراد هذه البروتينات، لكن أدمغتهم تكون قادرة على العمل بشكل طبيعي على الرغم من وجودها. يسلط هذا النهج المزدوج للحفاظ على الوظائف المعرفية الضوء على قدرة الدماغ الرائعة على التكيف.
من خلال فهم السمات العصبية البيولوجية والسلوكية الفريدة للمعمرين الخارقين، يأمل العلماء في تطوير تدخلات جديدة. الهدف النهائي هو تعزيز المرونة المعرفية وربما تأخير أو منع أمراض مثل الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف. تشير النتائج إلى أن الذاكرة الاستثنائية في الشيخوخة قابلة للتحقيق وترتبط بخصائص دماغية محددة، مما يفتح آفاقًا جديدة للحفاظ على الوظيفة المعرفية طوال الحياة.









