الصحة اليومية
·24/06/2025
في اكتشاف رائد، وجد العلماء طريقة جديدة لتحويل النفايات البلاستيكية إلى باراسيتامول، وهو مسكن للآلام يستخدم على نطاق واسع. تستفيد هذه العملية المبتكرة من بكتيريا الإشريكية القولونية الشائعة، مما يوفر حلاً مزدوجًا محتملاً للمشكلات العالمية المتصاعدة المتمثلة في التلوث البلاستيكي والإنتاج الصيدلاني الذي يفرض ضرائب بيئية. في حين أن هذا واعد، يلاحظ الخبراء أن توسيع نطاق هذه التقنية للتطبيق الصناعي يمثل تحديات كبيرة.
لقد أظهر الباحثون بنجاح أن بكتيريا الإشريكية القولونية، المرتبطة عادة بالمرض، يمكن هندستها لأداء إنجاز رائع: تحويل مشتقات البلاستيك PET إلى أسيتامينوفين، المكون النشط في الباراسيتامول. يوفر هذا الاختراق بديلاً مستدامًا لطرق الإنتاج الحالية للباراسيتامول، والتي تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري وغالبًا ما تتضمن عمليات ملوثة.
بدأ فريق البحث البريطاني العملية بإدخال جزيء مشتق من البلاستيك PET في سلالة معينة من بكتيريا الإشريكية القولونية. أدى هذا التفاعل إلى تفاعل كيميائي، مما أدى إلى تكوين جزيء جديد، PABA. من خلال التعديل الوراثي اللاحق للبكتيريا، تمكن الكيميائيون من تحويل PABA مباشرة إلى أسيتامينوفين. يسلط هذا التوليف البيولوجي والكيميائي المعقد الضوء على تعدد استخدامات الكائنات الدقيقة في إنشاء منتجات قيمة من المواد النفايات.
في حين أن الاكتشاف يمثل إنجازًا علميًا كبيرًا، يحذر الخبراء من آثاره العملية الفورية. أشار الباحثون السنغافوريون، بينما أشادوا بمزيج الكيمياء الاصطناعية والبيولوجية، إلى أن العائد الحالي لجزيئات PABA محدود، وربما غير كافٍ للتطبيقات الصناعية. علاوة على ذلك، تؤكد الانتقادات من المنظمات البيئية أن مثل هذه الاكتشافات، على الرغم من كونها مبتكرة، لا تعالج بشكل كامل السبب الجذري للتلوث البلاستيكي، وتدعو بدلاً من ذلك إلى تقليل إنتاج البلاستيك من مصدره. تظل الجدوى وقابلية التوسع على المدى الطويل لهذه الطريقة مجالات رئيسية لمزيد من البحث والتطوير.









