الصحة اليومية
·24/06/2025
يتم الآن التحقيق في فطر كان مرتبطًا في السابق بالوفيات الغامضة التي أعقبت فتح المقابر القديمة، بما في ذلك مقبرة توت عنخ آمون، وذلك لبحث إمكانية إنتاجه لأدوية قوية مضادة للسرطان. الرشاشية الصفراء، المرتبطة منذ فترة طويلة بما يسمى "لعنة الفراعنة"، تنتج جزيئات فريدة تظهر واعدة في مكافحة خلايا سرطان الدم، مما يقدم تحولًا مفاجئًا لسمعتها التاريخية.
اكتسب فطر الرشاشية الصفراء، وهو فطر معروف بازدهاره في البيئات المظلمة الغنية بالحبوب، شهرة سيئة بعد وفاة العديد من الأفراد الذين دخلوا المقابر القديمة، مثل مقبرة توت عنخ آمون ومقبرة كازيمير الرابع في بولندا، بعد فترة وجيزة. بينما نُسبت الوفيات في البداية إلى "لعنة الفراعنة"، أشارت التحقيقات العلمية لاحقًا إلى أن أبواغ الرشاشية الصفراء تسببت في التهابات الرئة. والآن، يتم إعادة تقييم هذا الفطر نفسه لإمكانية مساهمته في تحقيق اختراقات طبية.
يستكشف الباحثون الإمكانات العلاجية لفطر الرشاشية الصفراء، مع التركيز بشكل خاص على الجزيئات الفريدة التي ينتجها. تنتج الفطريات، مثل البكتيريا، سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية تسمى الببتيدات. بينما تمت دراسة الببتيدات البكتيرية على نطاق واسع للتطبيقات الصيدلانية، فقد حظيت الببتيدات الفطرية، وخاصة الببتيدات المصنعة ريبوسوميًا والمعدلة بعد الترجمة (RiPPs)، باهتمام أقل.
حققت ني وفريقها في اثني عشر سلالة من الرشاشية، وحددوا الرشاشية الصفراء على أنها الأكثر واعدة. أدت أبحاثهم إلى اكتشاف بروتين معين مسؤول عن إنتاج RiPPs. كشفت تنقية أربعة RiPPs عن بنية جديدة من الحلقات المتشابكة، مما أدى إلى تسمية هذه الجزيئات بالأسبريجيميسينات.
بينما تبدو هذه النتائج واعدة، إلا أنها تقتصر حاليًا على التجارب المخبرية. هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، بما في ذلك التجارب على الحيوانات، قبل أن تبدأ التجارب السريرية. ومع ذلك، يؤكد اكتشاف الأسبريجيميسينات على قدرة الطبيعة التي لا مثيل لها على تصميم جزيئات معقدة وفعالة، مما يوفر سبلًا جديدة في مكافحة السرطان.









