الصحة اليومية
·19/06/2025
الملل، الذي يُنظر إليه غالبًا بشكل سلبي، قد يكون في الواقع مؤشرًا إيجابيًا على نظام عصبي منظم جيدًا. يشير هذا المفهوم المثير للاهتمام إلى أن غياب التحفيز المستمر أو القلق يسمح للجسم والعقل بالاستقرار في حالة من الهدوء، مما يشير إلى تحول صحي في التوازن الداخلي للفرد.
بالنسبة للكثيرين، الملل هو حالة يجب تجنبها، وغالبًا ما تكون مليئة بالرغبة في البحث عن المشتتات. ومع ذلك، تقترح المناقشات الأخيرة في دوائر الصحة العقلية منظورًا مختلفًا: أن الشعور بالملل يمكن أن يكون علامة على تنظيم الجهاز العصبي. في عالم مشبع بالمحفزات المستمرة والبيئات عالية التوتر، فإن القدرة على مجرد الوجود دون الحاجة إلى مشاركة خارجية قد تشير إلى خطوة مهمة نحو السلام الداخلي.
يشير تنظيم الجهاز العصبي إلى قدرة الجسم على الحفاظ على حالة متوازنة، والانتقال بسلاسة بين حالات الإثارة (القتال، الهروب، التجمد) والراحة (الراحة والهضم). عندما يكون الجهاز العصبي غير منظم، قد يعاني الأفراد من القلق المزمن، أو اليقظة المفرطة، أو الحاجة المستمرة للتحفيز لتجنب الحالات الداخلية غير المريحة. على العكس من ذلك، يسمح الجهاز العصبي المنظم بما يلي:
عندما يبدأ الجهاز العصبي في التنظيم، قد تتضاءل الثرثرة الداخلية المستمرة والحاجة إلى التحفيز الخارجي. يمكن أن يؤدي ذلك إلى فترات من الملل، ليس لأنه لا يوجد شيء تفعله، ولكن لأن الدافع الداخلي للمشاركة المستمرة قد تضاءل. إنها إشارة هادئة بأن الجسم لم يعد في حالة تأهب دائمة أو يسعى للهروب من الانزعاج. يمكن أن يكون هذا الهدوء المكتشف حديثًا فرصة للتأمل والراحة الحقيقية، بدلاً من فراغ يجب ملؤه.









