الصحة اليومية
·23/09/2025
المثل القديم القائل: "تفاحة في اليوم تبعد عنك الطبيب"، يحمل حقيقة كبيرة، وفقًا لأحدث الرؤى الصحية. هذه الفاكهة الشهيرة مليئة بالعناصر الغذائية التي تساهم في جسم أكثر صحة، وتقدم مجموعة واسعة من الفوائد بدءًا من تحسين الهضم وصولاً إلى تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. دعنا نستكشف ما يحدث عندما تدمج هذه الفاكهة البسيطة في نظامك الغذائي اليومي.
التفاح، خاصة عند تناوله بقشره، هو مصدر قوي للألياف والبوليفينول والعناصر الغذائية الحيوية الأخرى التي تعزز صحة القلب والأوعية الدموية. تشير الدراسات إلى أن الاستهلاك اليومي للتفاح يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب وعوامل الخطر المرتبطة بها مثل ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم. وتشير الأبحاث حتى إلى انخفاض خطر الوفاة بسبب السكتة الدماغية وأمراض القلب.
تلعب الألياف القابلة للذوبان، البكتين الموجودة في التفاح، دورًا حاسمًا في صحة الجهاز الهضمي. يمتص البكتين الماء في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى براز أكثر ليونة وأسهل في المرور. علاوة على ذلك، يعمل كمادة حيوية (بروبيوتيك)، مما يعزز نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة.
بفضل محتواها العالي من الماء والألياف وعدد السعرات الحرارية المنخفض، يمكن أن يكون التفاح أداة قيمة لإدارة الوزن. فهي تعزز الشبع، مما يساعد على كبح الشهية وتقليل إجمالي السعرات الحرارية المتناولة. وقد ربطت الدراسات بين زيادة تناول الفاكهة والخضروات، بما في ذلك التفاح، وفقدان الوزن بشكل معتدل بمرور الوقت.
قد يؤدي دمج الفواكه الكاملة مثل التفاح في نظامك الغذائي إلى تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بشكل كبير. قد تساعد مركبات الفلافونويد، مثل الكيرسيتين، الموجودة في التفاح على تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الأنسولين. كما تساهم الألياف القابلة للذوبان عن طريق إبطاء امتصاص الكربوهيدرات، مما يمنع الارتفاعات الحادة في سكر الدم.
التفاح مليء بمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة، مما قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان. قد تمنع المواد الكيميائية النباتية في التفاح نمو الخلايا السرطانية. كما يوفر محتوى الألياف حماية، خاصة ضد سرطان القولون والمستقيم، حيث يرتبط زيادة تناول الألياف بانخفاض المخاطر.
قد تحمي مضادات الأكسدة الموجودة في التفاح، مثل الكيرسيتين، خلايا الدماغ من التلف التأكسدي وقد تقلل من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر، على الرغم من الحاجة إلى المزيد من الدراسات البشرية.
توفر تفاحة متوسطة الحجم بقشرها حوالي 95 سعرة حرارية، و 4.4 جرام من الألياف، ومصدرًا جيدًا لفيتامين C. على الرغم من فوائدها، يجب على الأفراد المصابين بالسكري مراقبة أحجام الحصص بسبب محتوى الكربوهيدرات والنظر في تناول التفاح مع البروتين أو الدهون. قد يعاني بعض الأفراد من الانتفاخ أو الغازات بسبب الألياف ومركبات FODMAPs في التفاح. قد يتفاعل الأشخاص الذين يعانون من حساسية حبوب لقاح البتولا أيضًا مع التفاح بسبب التفاعل المتقاطع. من المهم أيضًا ملاحظة أنه بينما تحتوي بذور التفاح على السيانيد، فإن تناول القليل منها غير ضار بشكل عام؛ ومع ذلك، يجب تجنب كميات كبيرة من البذور الممضوغة أو المطحونة.









