الصحة اليومية
·22/09/2025
يقدم تقدم علمي كبير أملًا جديدًا لمكافحة هشاشة العظام، وهو مرض موهن يضعف العظام. لقد حدد الباحثون مستقبلًا خلويًا حاسمًا، GPR133، يلعب دورًا حيويًا في كثافة العظام. قد يمهد استهداف هذا المستقبل الطريق لعلاجات لا تبطئ فقدان العظام فحسب، بل قد تعكس الضرر الموجود.
ركز باحثون من جامعة لايبزيغ في ألمانيا وجامعة شاندونغ في الصين على المستقبل الخلوي GPR133، المعروف أيضًا باسم ADGRD1. ربطت دراسات سابقة الاختلافات في الجين المشفر لهذا المستقبل بكثافة العظام. كشفت تحقيقاتهم أن GPR133 ضروري لوظيفة بانيات العظم (osteoblasts)، وهي الخلايا المسؤولة عن بناء العظام.
أظهرت التجارب التي أجريت على الفئران الدور الحاسم لـ GPR133. طورت الفئران التي تفتقر إلى جين GPR133 عظامًا ضعيفة، مما يعكس أعراض هشاشة العظام. على العكس من ذلك، عندما كان المستقبل موجودًا وتم تنشيطه بواسطة مركب يسمى AP503، تحسن إنتاج العظام وقوتها بشكل ملحوظ. يعمل AP503 كمنشط لـ GPR133، مما يدفع بانيات العظم للعمل بكفاءة أكبر.
بينما تستند النتائج الحالية إلى نماذج حيوانية، يُعتقد أن العمليات البيولوجية الأساسية متشابهة لدى البشر. صرحت إينيس ليبشر، عالمة الكيمياء الحيوية في جامعة لايبزيغ: "إذا تعرض هذا المستقبل للخلل بسبب التغيرات الجينية، تظهر الفئران علامات فقدان كثافة العظام في سن مبكرة - على غرار هشاشة العظام لدى البشر".
الباحثون متفائلون بشأن إمكانية العلاجات المستقبلية. يمكن تصميم هذه العلاجات لتقوية العظام السليمة وإعادة بناء كتلة العظام لدى الأفراد المصابين بهشاشة العظام، وخاصة النساء بعد انقطاع الطمث اللواتي يتعرضن لخطر أكبر. أشارت الدراسة أيضًا إلى أن تنشيط GPR133 يمكن أن يعزز تأثيرات تقوية العظام عند دمجه مع التمارين الرياضية.
تؤثر هشاشة العظام على الملايين حول العالم، وبينما يمكن للعلاجات الحالية إبطاء تقدمها، إلا أنها لا تستطيع عكس الحالة أو علاجها. غالبًا ما تحمل العلاجات الموجودة آثارًا جانبية كبيرة أو تتضاءل فعاليتها بمرور الوقت. يقدم هذا الاكتشاف الجديد سبيلًا واعدًا لتطوير علاجات يمكنها إعادة بناء العظام بنشاط، مما يعالج قيود الأساليب الحالية.
علقت عالمة البيولوجيا الجزيئية جوليان ليمان من جامعة لايبزيغ قائلة: "إن التقوية المتوازية للعظام التي تم إثباتها حديثًا تسلط الضوء مرة أخرى على الإمكانات الكبيرة التي يحملها هذا المستقبل للتطبيقات الطبية في مجتمع يتقدم في العمر". وقد نُشرت نتائج هذا البحث في مجلة Signal Transduction and Targeted Therapy.









