الصحة اليومية
·30/09/2025
كشفت دراسة رائدة تتبعت ملايين الأفراد أن كل نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو فشل في القلب تقريبًا يسبقها علامات تحذيرية قبل سنوات. تسلط الأبحاث الضوء على أن ارتفاع ضغط الدم، أو فرط ضغط الدم، هو عامل الخطر الأكثر انتشارًا، حيث يؤثر على أكثر من 90% من المرضى قبل فترة طويلة من حالة الطوارئ القلبية.
قام البحث المكثف، الذي أجراه علماء من جامعة نورث وسترن في شيكاغو وجامعة يونسي في سيول، بتحليل السجلات الطبية لأكثر من 9.3 مليون بالغ في كوريا الجنوبية وما يقرب من 7000 في الولايات المتحدة. تمت مراقبة المشاركين لمدة تصل إلى عقدين من الزمن، مع جمع بيانات حول ضغط الدم والكوليسترول ومستويات الجلوكوز وتاريخ التدخين من خلال الفحوصات الصحية الروتينية. من خلال ربط هذه المعلومات بالتشخيصات اللاحقة للنوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو فشل القلب، أكدت الدراسة أن أحداث القلب والأوعية الدموية نادرًا ما تحدث دون مؤشرات مسبقة.
برز ارتفاع ضغط الدم باعتباره المؤشر الأكثر أهمية، حيث كان موجودًا لدى أكثر من تسعة من كل عشرة مشاركين. يتحدى هذا الاكتشاف الاعتقاد الخاطئ الشائع بأن أمراض القلب يمكن أن تضرب بشكل غير متوقع. تشير الدراسة إلى أن العلامات التحذيرية موجودة دائمًا تقريبًا ولكن غالبًا ما يتم تفويتها أو تركها دون علاج. إلى جانب ارتفاع ضغط الدم، تشمل عوامل الخطر الحاسمة الأخرى التي تم تحديدها ارتفاع نسبة السكر في الدم أو تشخيص مرض السكري، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وتعاطي التبغ في الماضي. حتى في النساء الأصغر سنًا، اللائي يعتبرن عمومًا أقل عرضة للخطر، كان لدى أكثر من 95% علامة حمراء واحدة على الأقل قبل الإصابة بسكتة دماغية أو فشل في القلب.
تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في العالم، وهي مسؤولة عن ما يقدر بنحو 18 مليون حالة وفاة سنويًا. في المملكة المتحدة، تمثل ربع جميع الوفيات. تشير أحدث أرقام هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى ارتفاع مقلق في حالات دخول المستشفى بسبب النوبات القلبية بين الأفراد في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر. يعزو الخبراء هذا الاتجاه إلى ارتفاع معدلات السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني في الفئات العمرية الأصغر سنًا. كما يتم الاستشهاد بسوء التغذية وقلة ممارسة الرياضة وارتفاع مستويات التوتر كعوامل مساهمة. في الولايات المتحدة، تتزايد النوبات القلبية بين البالغين الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، كما شهدت السكتات الدماغية لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 44 عامًا ارتفاعًا ملحوظًا.
يؤكد الأطباء على أن المرضى الأصغر سنًا غالبًا ما يتم تشخيصهم بشكل خاطئ أو يتم تجاهلهم لأن أمراض القلب لا تزال تعتبر على نطاق واسع مرضًا يصيب كبار السن، مما يؤدي إلى ضياع فرص التدخل المبكر. غالبًا ما يمكن التحكم في ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم من خلال تعديلات نمط الحياة مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية والإقلاع عن التدخين والأدوية. ومع ذلك، فإن التحدي الكبير هو أن العديد من الأفراد غير مدركين أنهم مصابون بهذه الحالات أو يفشلون في إدارتها بفعالية. غالبًا ما لا يظهر ارتفاع ضغط الدم، الذي يُطلق عليه غالبًا اسم "القاتل الصامت"، أي أعراض حتى يتسبب بالفعل في تلف القلب أو الأوعية الدموية. يدعو الباحثون إلى زيادة التركيز على تحديد عوامل الخطر في منتصف العمر من خلال الفحوصات الروتينية، وخاصة لضغط الدم والكوليسترول، لمنع الضرر الذي لا يمكن إصلاحه.









