الصحة اليومية
·25/12/2025
أبحاث جديدة تتحدى المعتقدات الراسخة حول كيفية عمل الأدوية المنشطة لعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. بدلاً من تحسين الانتباه بشكل مباشر، قد تعزز هذه الأدوية في المقام الأول اليقظة وتجعل المهام تبدو أكثر مكافأة، مما قد يخفي مشاكل أساسية مثل الحرمان من النوم. هذا الاكتشاف يمكن أن يعيد تشكيل كيفية تقييم وعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
لسنوات، كان الفهم السائد هو أن الأدوية المنشطة مثل ريتالين وأديرال تستهدف مباشرة مناطق الدماغ المسؤولة عن الانتباه. ومع ذلك، تقدم دراسة حديثة من كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، بقيادة أطباء الأعصاب بنجامين كاي ونيكو دوسنباخ، منظورًا مختلفًا. تشير نتائجهم، المنشورة في مجلة سيل، إلى أن هذه الأدوية تؤثر بشكل أساسي على أنظمة الدماغ المرتبطة بالمكافأة واليقظة.
يشير هذا إلى أن التحسينات الملحوظة في الانتباه هي تأثير ثانوي. عندما يشعر الأفراد بمزيد من اليقظة ويجدون المهام أكثر جاذبية أو مكافأة، فإنهم يميلون بشكل طبيعي إلى الانتباه أكثر. يسلط هذا الفهم الجديد الضوء على أهمية النظر في جودة النوم جنبًا إلى جنب مع الدواء عند تقييم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
حلل فريق البحث بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي في حالة الراحة (fMRI) لما يقرب من 6000 طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و 11 عامًا. قارنوا الاتصال الدماغي لدى الأطفال الذين تناولوا الدواء المنشط في يوم مسحهم مع أولئك الذين لم يتناولوه. أظهرت النتائج نشاطًا أقوى في مناطق الدماغ المرتبطة بالإثارة وتوقع المكافأة لدى الأطفال الذين تناولوا المنشطات. والأهم من ذلك، لم يكن هناك زيادة كبيرة في النشاط في المناطق المرتبطة تقليديًا بالانتباه.
للتحقق من صحة هذه النتائج بشكل أكبر، تم إجراء تجربة صغيرة مع بالغين أصحاء. على غرار بيانات الأطفال، قامت الأدوية المنشطة بتنشيط شبكات الإثارة والمكافأة، وليس شبكات الانتباه.
كشفت الدراسة أيضًا عن ارتباط كبير بين استخدام المنشطات والنوم والأداء. في حين أن الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه الذين يتناولون المنشطات قد أدوا بشكل عام بشكل أفضل في الاختبارات المعرفية وحصلوا على درجات أعلى من أولئك الذين لم يتناولوا الدواء، إلا أن الفوائد كانت أكثر وضوحًا لدى الأطفال الذين يعانون من الحرمان من النوم. في هذه الحالات، بدا أن المنشطات تمحو بصمة الدماغ لعدم كفاية النوم وعجزها المعرفي المرتبط بها.
ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن إخفاء الحرمان من النوم بالدواء قد يكون له عواقب سلبية طويلة الأجل. يؤكدون أن عدم كفاية النوم ضار، خاصة بالنسبة للأطفال، ويمكن أن يحاكي أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. هذا يمكن أن يؤدي إلى تشخيص خاطئ، حيث قد توفر المنشطات راحة مؤقتة عن طريق محاكاة النوم الجيد، بينما تستمر المشكلة الأساسية لفقدان النوم المزمن.
تستدعي هذه النتائج إعادة تقييم استراتيجيات علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وتشجع الأطباء على تقييم أنماط النوم بشكل شامل أثناء التقييمات. في حين أن المنشطات قد تقدم فوائد عن طريق زيادة اليقظة ومكافأة المهام، فإن دورها في إخفاء عجز النوم يستدعي دراسة متأنية. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الآثار طويلة الأجل لاستخدام المنشطات على وظائف الدماغ بشكل كامل واستكشاف أساليب بديلة أو تكميلية تعالج كلاً من الانتباه وجودة النوم.









