الصحة اليومية
·03/12/2025
في مشهد واضح من التضحية والدفاع عن المستعمرة، تُظهر الدراسات أن اليرقات المريضة تدفع رفاقها في العش إلى قتلها، فتمنع انتشار العدوى. يبرز هذا السلوك ديناميكيات المجموعة المعقدة وطبيعة مستعمرة النمل ككائن واحد، حيث يخدم التضحية بالفرد الصالح العام.
توضح دراسة حديثة في Nature Communications أن يرقات النمل Lasius neglectus، عندما تمرض بشكل طفيف، تُفرز مادة كيميائية مميزة. لا تستطيع اليرقات غير المتحركة مغادرة العش، بخلاف النمل البالغ. لذلك تطلق إشارة تدفع أفراد المستعمرة الأصحاء إلى التخلص منها.
عند التقاط الإشارة، تُخرج النملات العاملات اليرقات المصابة من شرانقها، تُثقبها وتُحقنها بحمض الفورميك، وهو سم قاتل للميكروبات. يقضي هذا الإجراء على المرض لكنه يودي باليرقة. أثبت الباحثون ذلك بإصابة اليرقات بفطر ممرض ورصد رائحة جسم معدلة. لما طُبقت الرائحة على يرقات سليمة قُتلت أيضاً، مما يؤكد أن الإشارة كيميائية.
لا تتطاير الإشارة، بل تبقى مركباً ثابتاً على سطح اليرقة، فيرتبط بالمريض فقط ولا ينتشر في العش.
يتوافق السلوك مع فكرة أن مستعمرة النمل كائن خارق واحد يشبه خلايا الجسم. كما تُحفز خلايانا آلية التدمير لمنع العدوى، تضحي هذه اليرقات بنفسها لتحمي رفاقها ذوي القرابة الوراثية. يحفظ هذا العمل صحة المستعمرة وقدرتها على التكاثر، فينقل الجينات بشكل غير مباشر.
لم تُلاحظ يرقات الملكات وهي تصدر الإشارة التدميرية. تمتلك مناعة أقوى وتدير العدوى منفردة. أما يرقات العاملات فتُطلق الإشارة فقط حين تخرج العدوى عن السيطرة، فيحدث التدخل عند وجود خطر حقيقي ويُجنَّب تدمير اليرقات القادرة على الشفاء.









