الصحة اليومية
·13/11/2025
أظهر دواء جديد يُسمى غانلوم فعالية تفوق 97 % في تجارب سريرية أُجريت باثنتي عشرة دولة أفريقية. يوفّر الدواء بديلاً ضرورياً مع تراجع فعالية الأرتيميسينينات، وهي العلاجات القياسية الحالية. يُعد هذا التطور محورياً في المعركة العالمية ضد الملاريا، وهو مرض يتسبب في وفاة نحو نصف مليون إنسان سنوياً.
لأكثر من عقدين، كانت الأرتيميسينينات، المستخلصة من الطب الصيني التقليدي، العلاج الأساسي للملاريا، وأنقذت ملايين الأرواح. ظهرت مقاومة الطفيل لهذه الأدوية أولاً في جنوب شرق آسيا، وتنتشر الآن في أفريقيا. تهدد المقاومة المتزايدة بإعادة التراجع الذي أُحرز في مكافحة المرض، وقد تؤدي إلى ارتفاع الوفيات.
يحتوي غانلوم على مادتين: غانابلاسيد (مركب جديد) ولوميفانترين (دواء قديم). يعمل غانابلاسيد، الذي اكتشفته نوفارتيس، على إضعاف قدرة الطفيل على البقاء داخل كريات الدم الحمراء. أظهرت دراسات مخبرية أن غانلوم فعال ضد كل الأشكال المعروفة لطفيل الملاريا، بما فيها الطفرات المرتبطة بمقاومة الأرتيميسينين. يستهدف أيضاً المرحلة المسؤولة عن الانتقال، ما يقلل من انتشار المرض.
شملت التجارب السريرية أكثر من 16000 بالغ وطفل في أنحاء أفريقيا. حقق غانلوم فعالية تجاوزت 97 %، وأتى أداؤه مماثلاً أو أفضل قليلاً من الرعاية القياسية القائمة على الأرتيميسينين. ظهرت آثار جانبية متشابهة في كلا العلاجين، مع زيادة طفيفة في القيء لدى متلقي غانلوم. عُرضت النتائج في الجمعية الأمريكية لطب المناطق الحارة والاستوائية.
ينتظر غانلوم الموافقة التنظيمية، وهي خطوة تستغرق نحو ثمانية عشر شهراً. لن يحلّ محل العلاجات القائمة على الأرتيميسينين فوراً، خصوصاً في المناطق التي تبقى فيها فعالة، لكنه سيصبح أداة حاسمة في المناطق التي تتراجع فيها الاستجابة. يوفّر الدواء "طفايات حريق" يُنشر فور طغيان المقاومة، ما يجنّب أزمة صحية عامة ويطيل عمر الأدوية الحالية.









