الصحة اليومية
·13/11/2025
كشف باحثون في جامعة ستانفورد أن فيروس إبشتاين بار (EBV)، الذي يصيب نحو 95٪ من البالغين، يرتبط بشكل مباشر بظهور مرض الذئبة. أوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Science Translational Medicine، أن الفيروس يدفع الخلايا المناعية لدى الأشخاص المعرضين للإصابة إلى مهاجمة الجسم، مما يمنح أملًا جديدًا في فهم المرض ومعالجته.
منذ عقات، لاحظ العلماء وجود علاقة بين فيروس إبشتاين بار ومرض الذئبة، وهو اضطراب مناعي يهاجم فيه الجهاز المناعي الخلايا السليمة، مما يسبب تعبًا، طفحًا جلديًا، تساقط شعر، وتلفًا في الأعضاء. بقيت الطريقة التي يساهم بها الفيروس في المرض غير مفهومة، خاصة أن معظم البالغين يحملون الفيروس دون أن يصابوا بالذئبة.
قال الدكتور ويليام روبنسون، المؤلف الرئيسي للدراسة ورئيس قسم المناعة والروماتيزم في جامعة ستانفورد، إن فريقه ركّز على الخلايا البائية، وهي خلايا مناعية تتعرف على العوامل الغريبة وتنتج أجسامًا مضادة. باستخدام تقنية تسلسل متقدمة، وجدوا أن فيروس إبشتاين بار يصيب الخلايا البائية ذاتية التفاعل - التي تميل إلى مهاجمة أنسجة الجسم - بنسبة أعلى بكثير لدى المصابين بالذئبة مقارنة بغير المصابين.
أظهرت الدراسة أن فيروس إبشتاين بار لا يقتصر على إصابة الخلايا البائية ذاتية التفاعل، بل يعدّلها أيضًا. يحفزها لإنتاج بروتين فيروسي يُسمى EBNA2، يطلق استجابة مناعية ذاتية. يؤدي ذلك إلى مهاجمة الجهاز المناعي للأنسجة السليمة، مما يسبب التهابًا وتلفًا في الأعضاء. بلغت نسبة الخلايا البائية المصابة بفيروس إبشتاين بار لدى مرضى الذئبة 1 من 400، مقارنة بنسبة 1 من 10,000 لدى الأشخاص الأصحاء.
يمنح هذا الاكتشاف صورة أوضح عن كيفية تطور مرض الذئبة، ويفتح الباب أمام علاجات جديدة. أسّس الدكتور روبنسون وزملاؤه شركة ناشئة تُدعى EBVio Inc. لتطوير علاجات تستنزف أو تستهدف الخلايا البائية المصابة بفيروس إبشتاين بار. أشاد خبراء مثل الدكتورة مونيكا غاندي من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو والدكتور ناريندر أنابوريدي من مركز فاندربيلت الطبي الجامعي بالدراسة، ووصفوها بأنها بارزة، مؤكدين إمكانية مساعدتها في تطوير علاجات أكثر فعالية، وربما الوصول إلى هدوء المرض لدى مرضى الذئبة الذين لا يستجيبون للعلاجات المتوفرة حاليًا.









