الصحة اليومية
·11/11/2025
راجعت دراسة حديثة جميع الأبحاث المنشورة ولم تجد دليلاً قاطعاً يربط بين عقار الأسيتامينوفين (تايلينول) وارتفار احتمال إصابة الطفل بالتوحد أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. جاء هذا التوضيح بعد تصريحات أثارت قلق الحوامل والأطباء. شددت الدراسة على ضرورة الاعتماد على بيانات دقيقة لاتخاذ قرارات خلال الحمل.
أدلى الرئيس ترامب بتصريحات علنية زعم فيها أن تناول التايلينول أثناء الحمل يرفع خطر إصابة الطفل بالتوحد. أثار هذا كلام قلق الحوامل ودفع الأطباء إلى طلب توصيات مبنية على أدلة. لاحظت الدكتورة شاكيلا ثانغاراتينام، أخصائية النساء وأستاذة بجامعة ليفربول، ضرورة الرد على تلك المخاوف، خاصة أن بدائل الأسيتامينوفين مثل الإيبوبروفين تحمل مخاطر على الجنين، وترك الحمى دون علاج ضار أيضاً.
قامت الدكتورة ثانغاراتينام وزملاؤها باستعراض شامل للبحوث المنشورة. نشرت النتائج في مجلة الجمعية الطبية البريطانية، وأظهرت أن كثيراً من الدراسات التي أُشير إليها سابقاً لم تُحسن احتساب انتشار حالات التوحد ونقص الانتباه داخل العائلة. حين استخدم الباحثون تصاميم أقوى، مثل مقارنة الأشقاء، تبخر الارتباط المزعوم.
استعرضت الدكتورة ثانغاراتينام أبحاثاً اسكندنافية ويابانية تتبعت عائلات عددها كبير. اعتمدت تحليل الأشقاء، إذ قارنت بين أبناء العائلة ذاتها بتعرّضات مختلفة قبل الولادة. انتهت جميع الدراسات ذات التصميم الجيد إلى أن الارتباط الظاهر بين الأسيتامينوفين والتشخيصات اختفى بعد إدخال العوائل في الحسابات. يدل ذلك على أن الاستعداد الوراثي والبيئة المشتركة داخل العائلة أهم بكثير من التعرض للعقار قبل الولادة.
أبرزت المراجعة قضية أشمل: قلة البحث الكافي حول تأثير الأدوية الشائعة أثناء الحمل. غالباً ما تُستبعد الحوامل من تجارب الأدوية، فيترك فراغاً في المعرفة حول السلامة. شددت الدكتورة ثانغاراتينام على ضرورة تكثيف الدراسات المتعلقة بالأدوية في فترة الحمل لتحسين النتائج الصحية للأم والطفل. تُوفر النتائج الحالية الطمأنينة بأن الأسيتامينوفين، ضمن التعليمات، يبقى خياراً أمناً ومناسباً لتخفيف الألم والحمى أثناء الحمل.









