
الصحة اليومية
·04/09/2025
دراسة رائدة حددت متغيراً جينياً محدداً يضعف "طاقم التنظيف" في الدماغ، المعروف باسم الخلايا الدبقية الصغيرة (microglia)، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. قاد باحثون من معهد بيرد للزهايمر التابع لجامعة جنوب فلوريدا (USF Health Byrd Alzheimer's Institute) هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature، والتي تلقي ضوءاً جديداً على الآليات الخلوية الكامنة وراء هذه الحالة التنكسية العصبية المدمرة.
الخلايا الدبقية الصغيرة، التي تشكل حوالي 10% من خلايا الدماغ، ضرورية للحفاظ على صحة الدماغ. تعمل هذه الخلايا كعمال نظافة للدماغ، حيث تزيل تراكم البروتينات الضارة، وتصلح التلف الخلوي، وتساعد في تكيف الدماغ. ومع ذلك، عندما تتعرض للخطر، تصبح هذه الخلايا الحيوية بطيئة، وتتراكم فيها الرواسب الدهنية، وتفقد قدراتها الوقائية، مما يترك الخلايا العصبية عرضة للخطر.
ركز البحث على جين PICALM، الذي تم تحديده كثالث أهم جين خطر للإصابة بمرض الزهايمر المتأخر. اكتشفت الدراسة أن متغيراً محدداً من PICALM يقلل من مستويات بروتين PICALM داخل الخلايا الدبقية الصغيرة. يؤدي هذا الانخفاض إلى إضعاف الليزوزومات، وهي عضيات معالجة النفايات داخل هذه الخلايا. والنتيجة هي تراكم الكوليسترول والدهون، مما يشكل قطرات دهنية ضارة تزيد من إضعاف الخلايا الدبقية الصغيرة وتعيق قدرتها على إزالة الحطام الخلوي.
"فهم الوظائف التي يعطلها جين خطر معين يوفر أهدافاً جديدة لتطوير الأدوية للمرضى الذين لديهم هذا المتغير الجيني،" صرح آري سودوارتس، أحد المؤلفين الرئيسيين المشاركين في الدراسة. يؤدي تراكم القطرات الدهنية إلى فوضى خلوية، مما يجعل الخلايا الدبقية الصغيرة غير فعالة. يوفر هذا الاكتشاف قطعة حاسمة من لغز الزهايمر، ويقدم خارطة طريق لفهم كيفية تعطيل عوامل الخطر الجينية لوظيفة الدماغ ويمهد الطريق لتدخلات علاجية أكثر استهدافاً.
يدفع هذا البحث فهم المجتمع العلمي للعلاقة المعقدة بين الوراثة ومرض الزهايمر. من خلال تحديد كيفية تأثير التغيرات الجينية المحددة على الخلايا المناعية في الدماغ، يقترب العلماء من تطوير علاجات يمكنها معالجة هذه الاختلالات الخلوية بشكل خاص، مما قد يبطئ أو يمنع تطور مرض الزهايمر.