الصحة اليومية
·06/11/2025
لسنوات طويلة، اختزلت نصائح الصحّة العامة فكرة النوم في شيء واحد فقط: عدد الساعات. تقول الحملة إن سبعاً إلى تسعاً كافية، واكتفى الجميع بذلك. لكن أبحاثاً جديدة تظهر أن *الساعة* التي تنام فيها مساوية بالأهمية لعدد الساعات في حماية القلب. تشرح القراءة التالية الروابط التي اكتشفها العلم حديثاً بين وقت النوم وصحّة القلب بكلمات مباشرة. إيقاع القلب وساعة الجسم يعمل كل إنسان على إيقاع داخلي يدور في أربعٍ وعشرين ساعة يُسمّى الساعة البيولوجية. تضبط هذه الساعة النوم والاستيقاظ، وإفراز الهرمونات، والهضم، وضغط الدم. القلب والأوعية ترتبط بهذا البرنامج؛ فسرعة النبض والضغط تعلو خلال النهار وتنخفض ليلاً ليصلح الجسم ما اتّلف هوالنهار. إذا أرغمت نفسك يومياً على السهر حتى بعد منتصف الليل، تخرج جسمك عن جدوله الطبيعي وتراكم الضغط على القلب والشرايين. ما تكشفه الدراسات الحديثة عن وقت النوم وخطر القلب راقب باحثون آلاف الأشخاص أكثر من عشر سنوات وسجّلوا ساعة نومهم. قسّموهم إلى أربع مجموعات: النوم قبل العاشرة، من العاشرة حتى الحادية عشرة، من الحادية عشرة حتى منتصف الليل، وبعد منتصف الليل. النتيجة: من ناموا بعد منتصف الليل زادت إصابتهم بالنوبة القلبية بنسبة 63 % مقارنةً بمن ناموا بين العاشرة والحادية عشرة. بقيت النتيجة على حالها حتى بعد احتساب العمر والتدخين والوزن والسكري وعدد ساعات النوم. لاحظ الباحثون أيضاً أن النوم قبل العاشرة يرتبط بارتفاع طفيف في الخطر، ما يجعل الفترة من العاشرة إلى الحادية عشرة «المنطقة الآمنة» لقلبك. لماذا يؤذي السهر المتأخر القلب؟ عدة أسباب حقيقية اضطراب الهرمونات: السهر يقلّص هرمون الميلاتونين الذي لا يسرّع النوم فحسب، بل يخفض الضغط ويصلح الأوعاء. قلّة الميلاتونين ترفع الالتهاب وتضغط الأوعية. نوم غير عميق: النوم المتأخر عادةً يرافقه قلة عدد الساعات وجودة متدنية، فيحرم القلب من مرحلة الاستعادة العميقة. عادات السهر: كثير من الساهرين يتناولون أطعمة ثقيلة في وقت متأخر، يجلسون طويلاً، ويشاهدون الشاشات حتى الفجر؛ كل ذلك يشغّل الساعة البيولوجية ويزيد الوزن والالتهاب. توتر الجسم: تغيير وقت النوم باستمرار يعلي هرمون التوتر الكورتيزول، يتلف التحكّم بالسكر، ويزيد اللزوجة في الدم؛ عوامل ثلاثة تؤدي إلى أمراض القلب والشرايين. أهمية جدول نوم ثابت العمل بنظام ورديات، والأجهزة المحمولة، والنشاطات الاجتماعية كلها تدفع الإنسان ليجلس مستيقظاً لوقت طويل ثم ينام متى ما سنحت له الفرصة. هذا الخلاف بين الساعة البيولوجية والروتين اليومي يُسمّى «تأخر الرحلات الجوية الاجتماعية». مع الوقت يؤدي إلى السمنة، وضغط الدم المرتفع، وعطب التمثيل الغذائي، كلها أعداء القلب. إذا ثبت وقت نومك واستيقاظك في حدود معقولة كل يوم، تتراجع هذه المشكلات. لا يزال الباحثون يختبرون هل يقي تغيير وقت النوم النوبة القلبية مباشرة، لكن ما يعرفونه الآن يكفي ليجعل توقيت النوم ركيزةً أساسية إلى جانب الغذاء والحركة للوقاية من أمراض القلب. يُرجى الانتباه إلى أن هذه المادة معلوماتية فقط وليست بديلاً عن استشارة الطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية المؤهّل.









