
الصحة اليومية
·27/08/2025
تشير الأبحاث الجديدة إلى أن أجزاء مختلفة من جسم الإنسان تتقدم في العمر بمعدلات متفاوتة، حيث تظهر بعض الأعضاء تغيرات كبيرة في وقت مبكر من سن الثلاثين. تشير هذه الدراسة الرائدة، التي حللت البروتينات عبر أنسجة مختلفة، إلى أن الشيخوخة ليست عملية موحدة وقد تكون لها آثار على العلاجات المستقبلية التي تهدف إلى إبطائها. ويؤكد الخبراء أن تبني نمط حياة صحي في وقت مبكر من العمر يظل الاستراتيجية الأكثر فعالية لطول العمر.
استخدمت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Cell تحليل البروتين لرسم خريطة لعملية الشيخوخة عبر أنسجة بشرية مختلفة. جمع الباحثون عينات من 76 فردًا، تتراوح أعمارهم بين 14 و 68 عامًا، وفحصوا أعضاء مثل القلب والرئتين والكبد والجلد. تكشف النتائج أن الجسم أشبه بالسيارة، حيث تتعرض الأجزاء الفردية للتآكل في أوقات مختلفة، بدلاً من التقدم في العمر بشكل موحد.
بينما تشير الدراسة إلى تسارع عام للشيخوخة حوالي سن الخمسين، فإنها تسلط الضوء على اختلافات كبيرة في الجداول الزمنية لشيخوخة الأعضاء الفردية. بشكل خاص، أظهر الشريان الأورطي والطحال والغدد الكظرية تغيرات بروتينية واضحة بحلول سن الثلاثين. تشير هذه التغيرات المبكرة في الشريان الأورطي، الشريان الرئيسي في الجسم، إلى أن شيخوخة الأوعية الدموية قد تلعب دورًا حاسمًا في عملية الشيخوخة الكلية. تدعم الأبحاث السابقة أيضًا فكرة أن الشيخوخة تحدث في مراحل متميزة، حيث تشير بعض الدراسات إلى فترات شيخوخة رئيسية حوالي سن 44 و 60.
يقر الخبراء بالنتائج المثيرة للاهتمام للدراسة، لكنهم يشيرون إلى أن ترجمتها إلى ممارسات طبية فورية يمثل تحديًا. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الآثار الدقيقة للتغيرات البروتينية المرتبطة بالعمر. ومع ذلك، فإن تحديد البروتينات في الدم التي قد تدفع الشيخوخة يفتح آفاقًا لتطوير علاجات مستهدفة. في غضون ذلك، يعد الحفاظ على نمط حياة صحي - بما في ذلك نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والنوم الكافي، وإدارة الإجهاد، والتواصل الاجتماعي - أمرًا بالغ الأهمية. ينصح الخبراء بدمج هذه العادات من سن مبكرة، ويفضل أن يكون ذلك في العشرينات والثلاثينات من العمر، لإبطاء ساعة شيخوخة الجسم.