الصحة اليومية
·23/10/2025
كشف مراجعة رئيسية للآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب عن اختلافات كبيرة في التأثيرات الجسدية، بما في ذلك زيادة الوزن، وتغيرات في معدل ضربات القلب وضغط الدم، بين الأدوية المختلفة. قامت الدراسة، بقيادة أكاديميين من كينجز كوليدج لندن وجامعة أكسفورد، بتحليل بيانات من أكثر من 58,000 فرد عبر 151 دراسة سريرية. تشير هذه النتائج إلى أن إرشادات العلاج الحالية قد تحتاج إلى تحديث لإبلاغ المرضى والأطباء بشكل أفضل حول الآثار الصحية الجسدية المحتملة.
سلطت المراجعة الشاملة الضوء على أن مضادات الاكتئاب ليست متساوية عندما يتعلق الأمر بالآثار الجانبية الجسدية. في حين أن العديد من المرضى يستفيدون من هذه الأدوية لحالات مثل الاكتئاب والقلق، وجدت الدراسة اختلافات كبيرة في كيفية تأثير هذه الأدوية على الجسم. على سبيل المثال، يمكن أن يصل متوسط
تغير الوزن بين بعض الأدوية إلى 4 كجم. على وجه التحديد، ارتبطت الأغوميلاتين بفقدان الوزن بحوالي 2.5 كجم، بينما ارتبط المابروتيلين بزيادة الوزن بحوالي 2 كجم. كانت زيادة الوزن أثرًا جانبيًا لما يقرب من نصف الأشخاص الذين وصف لهم أدوية مثل المابروتيلين أو الأميتريبتيلين، بينما عانى أكثر من نصف المرضى الذين يتناولون الأغوميلاتين من فقدان الوزن.
بالإضافة إلى تغيرات الوزن، حدد البحث أيضًا اختلافات كبيرة في العلامات الحيوية الأخرى. لوحظ فرق يصل إلى 21 نبضة في الدقيقة في معدل ضربات القلب بين الأفراد الذين يتناولون الفلوفوكسامين وأولئك الذين يتناولون النورتريبتيلين. علاوة على ذلك، لوحظ فرق قدره 11 ملم زئبقي في ضغط الدم عند مقارنة النورتريبتيلين والديكسيپين.
صرح الدكتور توبي بيلينجر، المحاضر السريري في كينجز كوليدج لندن، أنه في حين أن العديد من الأشخاص يستفيدون من مضادات الاكتئاب، فإن الأدوية ليست متطابقة ويمكن أن تسبب تغيرات جسدية ذات مغزى بسرعة نسبية. وأشار إلى أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، وهي النوع الأكثر شيوعًا وصفًا، تميل إلى أن تكون لها آثار جانبية جسدية أقل، وهو أمر مطمئن. ومع ذلك، بالنسبة لمضادات الاكتئاب الأخرى، قد تكون هناك حاجة إلى مراقبة صحية جسدية أقرب. وأكد أن الهدف ليس تثبيط استخدام هذه الأدوية الحيوية، بل تمكين المرضى والأطباء من اتخاذ خيارات مستنيرة وتعزيز الرعاية الشخصية.
أكد البروفيسور أندريا سيبرياني من جامعة أكسفورد على أهمية اتخاذ القرارات المشتركة، وهو نهج تعاوني يعمل فيه المرضى والأطباء معًا لتحديد أفضل خطة علاج، مع مراعاة تفضيلات المريض وظروفه وأهدافه وقيمه ومعتقداته. ويعتقد أن هذا النهج يجب أن يكون الممارسة القياسية داخل هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) وعلى مستوى العالم.









