الصحة اليومية
·25/07/2025
تشير أبحاث جديدة من جامعة كامبريدج إلى وجود صلة قوية بين التعرض لملوثات الهواء الشائعة وزيادة خطر الإصابة بالخرف. تقدم هذه الدراسة الشاملة، وهي مراجعة منهجية لـ 51 دراسة شملت أكثر من 29 مليون مشارك، دليلاً قوياً على أن جودة الهواء عامل حاسم في صحة الدماغ.
قامت المراجعة الشاملة، التي أجراها باحثون في وحدة علم الأوبئة التابعة لمجلس البحوث الطبية في جامعة كامبريدج، بتحليل بيانات الأفراد الذين تعرضوا لملوثات الهواء لمدة عام على الأقل. وأكدت وجود ارتباط إيجابي وهام إحصائيًا بين ثلاثة ملوثات محددة والخرف: PM2.5 (من انبعاثات المركبات ومحطات الطاقة وحرق الأخشاب)، وثاني أكسيد النيتروجين (من احتراق الوقود الأحفوري)، والسخام (من عوادم المركبات وحرق الأخشاب).
عند استنشاق هذه الملوثات، يمكنها اختراق الرئتين بعمق، مما يؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي والقلب. قامت الدراسة بقياس المخاطر، حيث وجدت أنه لكل زيادة قدرها 10 ميكروجرام لكل متر مكعب من PM2.5، يرتفع الخطر النسبي للإصابة بالخرف بنسبة 17٪. وبالمثل، يزيد التعرض للسخام هذا الخطر بنسبة 13٪. والجدير بالذكر أن المواقع القريبة من الطرق في المدن البريطانية الكبرى مثل لندن وبرمنغهام وغلاسكو اقتربت أو تجاوزت هذه المستويات المقلقة في عام 2023.
أكدت الدكتورة هانين خريس، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن النتائج تقدم المزيد من الأدلة على أن تلوث الهواء الخارجي هو عامل خطر للإصابة بالخرف لدى البالغين الأصحاء سابقًا. وسلطت الضوء على الفوائد الأوسع لمعالجة تلوث الهواء، بما في ذلك التحسينات في الصحة العامة والمناخ والاقتصاد، مع تقليل الضغط على أنظمة الرعاية الصحية. كما أقر الباحثون بالقيود، مشيرين إلى أن معظم الدراسات التي تم تحليلها ركزت على المشاركين البيض في البلدان ذات الدخل المرتفع ودعوا إلى إجراء المزيد من الأبحاث الشاملة في المستقبل.
وشددت الدكتورة إيزولدي رادفورد من منظمة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة على أهمية القيادة الحكومية في معالجة تلوث الهواء كعامل خطر رئيسي قابل للتعديل للإصابة بالخرف. وحثت على اتباع نهج حكومي شامل للوقاية الصحية، يشمل إدارات تتجاوز الصحة، لمعالجة الأسباب الجذرية لخطر الإصابة بالخرف. تم نشر التقرير في مجلة The Lancet Planetary Health.









