
الصحة اليومية
·17/10/2025
أجرى باحثون في جامعة تكساس في أرلينغتون اكتشافًا هامًا فيما يتعلق بكيفية إدارة الخلايا لميتوكوندريا، وهي مراكز إنتاج الطاقة المسؤولة عن توليد الطاقة، أثناء عملية موت الخلايا الحرجة. يسلط هذا الإنجاز الضوء على الآليات المعقدة التي تحافظ على صحة الخلايا وما يحدث عندما تنحرف هذه العمليات عن مسارها، مما قد يؤدي إلى أمراض مثل السرطان واضطرابات التنكس العصبي.
موت الخلايا المبرمج، المعروف أيضًا باسم الاستماتة، هو عملية بيولوجية أساسية ضرورية لإزالة الخلايا القديمة أو التالفة أو غير الضرورية، وبالتالي الحفاظ على الصحة العامة. عندما يتعطل هذا النظام المضبوط بدقة، يمكن أن تكون العواقب وخيمة. يمكن أن ينشأ السرطان عندما تفشل الخلايا في الخضوع للموت المبرمج، بينما يمكن أن تتطور أمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر إذا ماتت الخلايا قبل الأوان.
حققت راشنا شارمين، المؤلفة الرئيسية للدراسة وطالبة دكتوراه في جامعة تكساس في أرلينغتون، في سلوك الميتوكوندريا أثناء موت الخلايا. كشفت أبحاثها عن وظيفة وقائية مفاجئة للميتوكوندريا لا تتضمن إنتاج الطاقة. بدلاً من ذلك، وجدت أن الميتوكوندريا تلعب دورًا حيويًا في موت الخلايا عن طريق امتصاص الكالسيوم. يعد امتصاص الكالسيوم هذا خطوة رئيسية مطلوبة لكي تموت الخلايا بشكل صحيح.
توفر النتائج فهمًا أساسيًا أعمق لكيفية تنظيم موت الخلايا المعقد. يمكن لهذه المعرفة أن تعزز الأبحاث في نمو الدماغ وتمهد الطريق لعلاجات أكثر استهدافًا للحالات العصبية ذات الصلة. أعربت شارمين عن أملها في أن يقدم عملها رؤى أعمق حول كيفية استعداد النقل الميتوكوندري وامتصاص الكالسيوم للخلايا المعقدة للموت.
شملت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Current Biology، مراقبة الخلايا الجنينية في ذيل دودة C. elegans الخيطية. هذه الدودة الأسطوانية الصغيرة هي كائن نموذجي شائع في الأبحاث الوراثية بسبب جيناتها المشتركة مع البشر وجسمها الشفاف، مما يسمح بالمراقبة المباشرة لسلوك الخلايا الحية. باستخدام مجهر فائق الدقة، تمكنت شارمين من مشاهدة الإجراءات في الوقت الفعلي للعضيات داخل الحيوانات الحية.
كان اكتشاف مهم آخر هو الملاحظة بأن الخلايا التي تفتقر إلى بروتين معين يسمى الكاسبيز - المعروف بدوره في تكسير البروتينات أثناء موت الخلايا - تبدأ في الموت في البداية ثم تتعافى بشكل غير متوقع. في حين أن الكاسبيزات هي لاعبون راسخون في الاستماتة، فإن وظيفتها الدقيقة في القضاء على الخلايا المقسمة تظل مجالًا مهمًا للبحث المستقبلي.
علقت الدكتورة بيا غوس، الأستاذة المساعدة في علم الأحياء في جامعة تكساس في أرلينغتون ومستشارة شارمين، بأن هذا العمل يوسع بشكل كبير فهم القدرات الميتوكوندريا والتحكم فيها، مع آثار مهمة على استعادة الخلايا. تلقى البحث دعمًا من معهد أبحاث الوقاية من السرطان في تكساس والمعاهد الوطنية للصحة.