
الصحة اليومية
·14/10/2025
كشفت دراسة رائدة قُدمت في اجتماع ECNP في أمستردام عن وجود صلة مهمة بين أمراض الجلد وزيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية الشديدة، بما في ذلك الاكتئاب والأفكار الانتحارية، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من نوبة الذهان الأولى. يمكن لهذا الارتباط غير المتوقع أن يمهد الطريق لأدوات تشخيصية جديدة ورعاية نفسية مخصصة.
شمل البحث 481 فردًا كانوا يتلقون علاجًا لنوبة الذهان الأولى لديهم. وجدت الدراسة أن 14.5٪ من هؤلاء المشاركين أظهروا علامات مشاكل جلدية، مثل الطفح الجلدي أو الحكة أو الحساسية للضوء. بعد أربعة أسابيع من العلاج بمضادات الذهان، ظهر تباين صارخ: بينما أفاد 7٪ فقط من المرضى الذين لم يعانوا من مشاكل جلدية أولية بأفكار أو محاولات انتحارية، ارتفع هذا الرقم إلى حوالي 25٪ بين أولئك الذين يعانون من مشاكل جلدية موجودة مسبقًا. علاوة على ذلك، ارتبطت الحالات الجلدية الأولية بزيادة الاكتئاب وسوء الرفاهية العامة عند المتابعة.
أبرز الباحث الرئيسي الدكتور خواكين جالفان الآثار المترتبة على هذه النتائج، مشيرًا إلى أن وجود أمراض جلدية لدى المرضى الذين يعانون من نوبة الذهان الأولى يشير إلى خطر أكبر لنتائج أسوأ. واقترح أنه إذا أكدت الأبحاث الإضافية هذه النتائج، يمكن أن تعمل أعراض الجلد كمؤشر مبكر لمخاطر الصحة العقلية المتزايدة، على غرار كيفية إشارة اختبارات الدم إلى احتمالية الإصابة بالسرطان أو أمراض القلب.
يستكشف العلماء الأسس البيولوجية لهذا الارتباط، مشيرين إلى أن كلًا من الجلد والدماغ يتطوران من نفس الطبقة الجنينية، وهي الأديم الظاهر. يُعد هذا الأصل المشترك، جنبًا إلى جنب مع المسارات الالتهابية المشتركة المحتملة، فرضية رائدة للارتباط الملاحظ. في حين أن الأبحاث السابقة أظهرت انتشارًا عاليًا للأعراض النفسية لدى الأفراد الذين يعانون من أمراض جلدية، يُعتقد أن هذه الدراسة هي الأولى التي تثبت هذا الارتباط المحدد لدى مرضى الذهان.
علق البروفيسور إريك روه، خبير مستقل، على أهمية الدراسة، مؤكدًا على الحاجة إلى تكرارها في مجموعات سكانية متنوعة. واقترح أن المزيد من التحقيق في هذه العلاقة يمكن أن يكون له قيمة تشخيصية وربما يقدم رؤى حول أساليب العلاج، حتى أنه اقترح إمكانية استخدام خلايا الجلد لفهم العلاجات المناسبة. تهدف الأبحاث المستقبلية إلى تأكيد هذه النتائج واستكشاف ما إذا كان هذا الارتباط يمتد إلى حالات نفسية أخرى مثل الاضطراب ثنائي القطب، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والقلق، والاكتئاب.