
الصحة اليومية
·10/10/2025
أصبح رجل يبلغ من العمر 71 عامًا في الصين أول شخص يُبلَغ عنه يعيش أكثر من 170 يومًا بعد زراعة كبد خنزير معدل وراثيًا. يوفر هذا الإجراء الرائد أملًا جديدًا للمرضى الذين يواجهون فشلًا كبديًا يهدد الحياة في ظل نقص الأعضاء.
أجرى الأطباء في المستشفى التابع الأول لجامعة آنهوي الطبية عملية الزراعة المبتكرة في مايو 2024. كان المريض يعاني من تليف الكبد المرتبط بالتهاب الكبد ب وورم كبير غير قابل للاستجابة في كبده. ومع عدم توفر متبرعين بشريين، قرر فريقه الطبي استخدام كبد معدل جينيًا من خنزير مستنسخ يبلغ عمره 11 شهرًا.
تم إجراء 10 تعديلات جينية على هذا الخنزير لتقليل مخاطر رفض العضو والعدوى. كما تم إعطاء أدوية مثبطة للمناعة لمساعدة جسم الإنسان على قبول العضو الحيواني.
تقديم كبد خنزير للإنسان يواجه تحديات فريدة، إذ يؤدي الكبد البشري وظائف حيوية عديدة، من تصفية الدم وإدارة السموم إلى المساعدة في الهضم. في السابق، تم اختبار عمليات زراعة أعضاء الحيوان للإنسان فقط في أجسام ميتة دماغيًا أو خارجيًا، لكن هذه الحالة شملت متلقيًا حيًا نجا لمدة 171 يومًا بعد الجراحة.
أزال الأطباء الورم وزرعوا كبد الخنزير في الجزء المتبقي السليم من كبد الرجل الأصلي. بدأ العضو المزروع بالعمل فورًا، مع تصريف جيد للعصارة الصفراوية وتحسن مؤشرات وظائف الكبد في الأيام التالية للجراحة.
لمدة 38 يومًا، بقي كبد الخنزير داخل المريض يدعم حياته. أظهرت الفحوصات الطبية المبكرة عدم وجود علامات على الرفض الحاد للعضو أو الالتهاب. وبعد ما يقرب من ستة أسابيع، كان كبد الرجل قد تعافى بدرجة كافية وقام الأطباء بإزالة العضو الحيواني. استمر في العيش لمدة 133 يومًا أخرى قبل أن يتوفى نتيجة نزيف معوي لا علاقة له بالزراعة.
يُظهر الاستخدام الناجح لكبد الخنزير كدعم مؤقت - "جسر" طبي - إمكانية أعضاء الحيوانات المعدلة وراثيا في دعم المرضى حتى تتعافى أعضاؤهم الأصلية أو يتوفر متبرع بشري مناسب.
مع وجود آلاف الأشخاص ينتظرون زراعة الكبد حول العالم وقلة الأعضاء المتوفرة، يشير هذا الإنجاز إلى أن أكباد الخنازير المعدلة جينيًا قد تقلل بشكل كبير الفجوة أمام المرضى ذوي الحاجة الماسة. ويعتقد الخبراء أن التقدم المستقبلي قد يجعل زراعة أعضاء الحيوانات حلاً شائعًا، خاصة لأولئك المصابين بفشل كبدي حاد أو غير المؤهلين للتبرع التقليدي.
الأطباء والباحثون متفائلون بحذر، ويرون هذه الحالة على أنها خطوة واعدة إلى الأمام وتذكير بالتحديات المعقدة التي لا تزال قائمة في زراعة الأعضاء من الحيوان إلى الإنسان.