
الصحة اليومية
·10/07/2025
تكشف دراسة جديدة أن المهن التي تنطوي على تفاعل مكثف مع الناس، مثل المرضى أو الطلاب أو العملاء، تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ويتفاقم هذا الخطر بسبب ضعف شبكات الدعم الاجتماعي داخل مكان العمل، مع ظهور النساء الأكثر تضرراً بشكل غير متناسب. تسلط الأبحاث الضوء على عوامل الإجهاد التي غالبًا ما يتم تجاهلها في الأدوار التي تتطلب عاطفياً.
استخدم باحثون من معهد كارولينسكا في السويد بيانات من الدراسة السويدية للعمل والمرض والمشاركة في سوق العمل (SWIP)، مع التركيز على الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 60 عامًا والذين لم يكونوا مصابين بمرض السكري في عام 2005. فحصت الدراسة ثلاثة جوانب رئيسية للوظائف التي تنطوي على تفاعل الجمهور:
كما قاموا بتقييم هياكل الدعم الاجتماعي داخل أماكن العمل هذه. تم تحديد عشرين دورًا في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والخدمات والضيافة والعمل الاجتماعي والقانون والأمن والنقل على أنها ذات مستويات عالية من التفاعل والمطالب العاطفية والتعرض للصراعات.
بين عامي 2006 و 2020، أصيب 216,640 مشاركًا بمرض السكري من النوع الثاني. في حين أن عوامل نمط الحياة ومستويات التعليم المنخفضة لعبت دورًا، فقد وجدت الدراسة صلة كبيرة بالإجهاد الوظيفي. أظهر كل من الرجال والنساء في الأدوار عالية الضغط والتي تتطلب عاطفياً خطرًا أكبر للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني: 20٪ للرجال و 24٪ للنساء. زاد هذا الخطر بنسبة 15٪ إضافية للرجال و 20٪ للنساء عند وجود صراعات ومواجهات منتظمة.
كشفت الدراسة عن نتيجة حاسمة فيما يتعلق بالدعم الاجتماعي. النساء في الوظائف التي تتطلب عاطفياً مع مستويات عالية من التفاعل وانخفاض الدعم الاجتماعي في مكان العمل لديهن خطر أعلى بنسبة 47٪ للإصابة بمرض السكري مقارنة بالنساء ذوات المطالب الوظيفية المنخفضة وشبكات الدعم القوية. يقترح الباحثون أن توقع إدارة المشاعر، والذي غالبًا ما يتطلب قمع المشاعر الحقيقية، يساهم في هذا العبء.
تؤكد النتائج كيف ترتبط بيئة مكان العمل وأنظمة الدعم بالنتائج الصحية الأيضية السلبية. يقترح الباحثون أن الآليات البيولوجية تشمل استجابة الجسم للإجهاد المزمن، مما يؤثر على الجهاز العصبي الودي المركزي والمحور النخامي الوطائي الكظري. هذا يؤدي إلى زيادة إنتاج الكورتيزول ومقاومة الأنسولين وضعف إفراز الأنسولين وحساسيته. يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن أيضًا إلى رفع السيتوكينات المؤيدة للالتهابات، مما يزيد من إعاقة إشارات الأنسولين. يمكن أن يؤدي عدم كفاية الدعم الاجتماعي في العمل إلى تكثيف هذا الإجهاد، مما يؤدي إلى تفاقم هذه التغيرات البيولوجية.
هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف الآليات البيولوجية والسلوكية الكامنة وتطوير استراتيجيات وقائية للتخفيف من هذه المخاطر الصحية في المهن الموجهة للأفراد.