
الصحة اليومية
·07/07/2025
تشير الأبحاث الجديدة إلى أن التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، كما هو الحال أثناء موجات الحر، قد يسرع عملية شيخوخة الجسم على المستوى الخلوي. تشير هذه الظاهرة، المعروفة باسم "تسارع العمر اللاجيني"، إلى أن الحرارة المطولة يمكن أن تجعل الجسم يشيخ أسرع من سنواته الزمنية، مما يؤثر على وظائف بيولوجية مختلفة ويحتمل أن يؤدي إلى علامات خارجية للشيخوخة.
تشير الأبحاث الناشئة إلى أن التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، وخاصة أثناء موجات الحر، يمكن أن يسرع عملية شيخوخة الجسم. في حين أن الحرارة معروفة بتأثيرها على الوظائف المعرفية وصحة القلب والأوعية الدموية ووظائف الكلى، إلا أن مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى دورها في تسريع الشيخوخة الخلوية.
كشفت دراسة ألمانية أجريت عام 2023 ونشرت في Environment International عن وجود صلة بين ارتفاع درجات حرارة الهواء وتسارع الشيخوخة الخلوية. ووجدت الدراسة أن التعرض المطول لدرجات الحرارة المرتفعة يمكن أن يتسبب في شيخوخة الجسم بشكل أسرع من عمره الزمني، وهي ظاهرة تسمى "تسارع العمر اللاجيني".
يقيس العلماء هذه العملية باستخدام الساعات اللاجينية، التي تحلل العلامات الكيميائية التي تسمى "مثيلة الحمض النووي". تنظم هذه العلامات نشاط الجينات، وتشغل الجينات أو توقفها. وخلصت الدراسة إلى أنه في المناطق التي يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية فيها درجة مئوية واحدة أعلى، يميل الأفراد إلى إظهار شيخوخة خلوية متسارعة.
عندما يناقش العلماء العمر اللاجيني، فإنهم يشيرون إلى عمر الجسم على المستوى الخلوي، والذي يمكن أن يختلف عن عمر الشخص الفعلي بالسنوات. يعتمد هذا على التغيرات في الحمض النووي المعروفة باسم "العلامات اللاجينية"، وهي علامات كيميائية تنشط أو تعطل الجينات. يمكن للعوامل البيئية ونمط الحياة والإجهاد أن تؤثر على هذه العلامات. مع تقدم الأفراد في العمر، يتغير نمط هذه العلامات الكيميائية، ويستخدم العلماء هذه المعلومات لإنشاء ساعة لاجينية، وهي أداة لتقدير العمر البيولوجي.
تتحكم الجينات المتأثرة بهذه التغييرات في وظائف حيوية مثل إصلاح الخلايا والأنسجة والحماية من السموم. عندما يتم تنشيط أو إلغاء تنشيط الجينات غير الصحيحة، يمكن أن يعيق قدرة الجسم على إصلاح نفسه أو مكافحة الأمراض أو التعافي من الإجهاد. بمرور الوقت، يمكن أن تظهر هذه التغييرات الطفيفة كعلامات خارجية للشيخوخة، مثل ضعف العظام أو بطء الشفاء.
يكشف العلماء أيضًا عن الآليات البيولوجية التي تساهم في الشيخوخة المبكرة. أوضحت وينلي ني، زميلة باحثة ما بعد الدكتوراه في كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة والباحثة الرئيسية في الدراسة الألمانية، أن التعرض للحرارة يمكن أن يحفز التغييرات في مثيلة الحمض النووي. تؤثر هذه العملية البيولوجية على التعبير الجيني والوظائف الخلوية، مما قد يؤدي إلى عمليات بيولوجية ضارة وتسريع الشيخوخة.
وأضافت ني أن التعرض للحرارة يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الإجهاد التأكسدي، الذي يتلف الحمض النووي. يمكن أن يؤدي هذا الضرر إلى تغيير أنماط مثيلة الحمض النووي والتأثير على الشيخوخة. يحدث الضرر التأكسدي عندما تهاجم جزيئات غير مستقرة تسمى "الجذور الحرة" الخلايا. يمكن أن تضر هذه الجذور الحرة الحمض النووي وأغشية الخلايا والبروتينات، مما يساهم في الشيخوخة والسرطان ومشاكل القلب والأوعية الدموية.