
الصحة اليومية
·29/08/2025
تشير أبحاث جديدة من جامعة جنوب أستراليا إلى أن مسكنات الألم شائعة الاستخدام مثل الإيبوبروفين والأسيتامينوفين قد تسرّع عن غير قصد من مقاومة المضادات الحيوية، وهي قضية صحية عالمية حرجة مسؤولة عن ملايين الوفيات سنويًا. تشير الدراسة إلى أن هذه الأدوية الشائعة، عند تناولها مع المضادات الحيوية، قد تعزز قدرة البكتيريا على مقاومة العلاج.
فحص العلماء التفاعل بين الإيبوبروفين والأسيتامينوفين والمضاد الحيوي سيبروفلوكساسين وبكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli). لاحظوا أن كلاً من الإيبوبروفين والأسيتامينوفين، بشكل فردي، يمكن أن يعززا مقاومة البكتيريا. وعند استخدامها مع السيبروفلوكساسين، بدا أن مسكنات الألم هذه تسرّع التغيرات الجينية في الإشريكية القولونية، مما يجعل البكتيريا أكثر مقاومة ليس فقط للسيبروفلوكساسين ولكن أيضًا لفئات أخرى من المضادات الحيوية.
سلطت الأستاذة المشاركة ريتي فينتر، الباحثة الرئيسية، الضوء على الآثار المترتبة على تعدد الأدوية، خاصة في مرافق رعاية المسنين. صرحت فينتر: "لم تعد مقاومة المضادات الحيوية تتعلق بالمضادات الحيوية فقط". وأضافت: "هذه الدراسة تذكير واضح بأننا بحاجة إلى دراسة مخاطر استخدام أدوية متعددة بعناية – خاصة في رعاية المسنين، حيث غالبًا ما يوصف للمقيمين مزيج من العلاجات طويلة الأمد."
قيم البحث تسعة أدوية شائعة تستخدم في رعاية المسنين المقيمين، بما في ذلك مضادات الالتهاب، وأدوية السكري، وأدوية الكوليسترول، ومسكنات الألم الأقوى، ومساعدات النوم، ومزيلات الاحتقان. كشفت الدراسة أن الإيبوبروفين والأسيتامينوفين ينشطان آليات دفاع البكتيريا، مما يساعدها على طرد المضادات الحيوية وتصبح أقل فعالية.
تعتبر منظمة الصحة العالمية مقاومة مضادات الميكروبات تهديدًا عالميًا رئيسيًا، حيث تسببت مقاومة البكتيريا بشكل مباشر في 1.27 مليون وفاة حول العالم في عام 2019. تؤكد النتائج على تعقيد مقاومة المضادات الحيوية، مما يشير إلى أن الأدوية غير المضادة للميكروبات تلعب دورًا أيضًا.
بينما لا تدعو الدراسة إلى التوقف عن استخدام هذه الأدوية الشائعة، إلا أنها تؤكد على الحاجة إلى زيادة الوعي بالتفاعلات الدوائية. يدعو الباحثون إلى إجراء مزيد من التحقيقات في التفاعلات الدوائية بين الأفراد الذين يتناولون أنظمة علاجية طويلة الأمد لفهم أفضل لكيفية تأثير الأدوية اليومية على فعالية المضادات الحيوية.