
الصحة اليومية
·07/10/2025
ألقت دراسة جديدة الشكوك على الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأن المشروبات الغازية الدايت هي بديل أكثر صحة عن نظيراتها المحلاة بالسكر. ويقول الباحثون إن حتى علبة واحدة يومياً من الصودا المحلاة صناعياً قد تزيد من خطر تطوير مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD) أكثر من الصودا العادية.
غالباً ما يُنظر إلى الصودا الدايت باعتبارها مشروباً خالٍ من الذنب لأولئك الذين يرغبون في تجنب السكر والسعرات الحرارية. ومع ذلك، يحذر الباحثون في دراسة جديدة كبرى من أن المشروبات الغازية المحلاة صناعياً مرتبطة بخطر أعلى لمرض MASLD — أكثر أمراض الكبد شيوعاً في الولايات المتحدة — مقارنة بنظيراتها المحلاة بالسكر.
شملت الدراسة ما يقرب من 123,800 مشارك في المملكة المتحدة لم يكن لديهم تاريخ سابق لأمراض الكبد، حيث تمت متابعة استهلاكهم للمشروبات ونتائجهم الصحية على مدى عقد من الزمان. وكشفت النتائج أن الأفراد الذين استهلكوا أكثر من علبة صغيرة واحدة (حوالي 8 أونصات) من الصودا الدايت يومياً شهدوا زيادة بنسبة 60% في خطر MASLD، مقارنة بزيادة بنسبة 50% لأولئك الذين شربوا نفس الكمية من الصودا العادية.
في حين أن من المعروف جيداً أن المشروبات السكرية مرتبطة بالسمنة والسكري ومشاكل الكبد، تشير هذه الدراسة إلى أن أضرار المحليات الصناعية قد تكون أكبر مما كان يُعتقد سابقاً. ويفترض العلماء أن هذه المحليات قد تعطل ميكروبيوم الأمعاء، وتؤثر على هرمونات الشبع، وتحفز الرغبة في تناول السكريات، بل وقد تغير من إفراز الإنسولين—مما يؤدي إلى عواقب أيضية طويلة الأمد.
قد تتفاقم الأعراض الشائعة لـMASLD، مثل التعب، وآلام المعدة، والشعور بالانزعاج، من كلا نوعي الصودا. وتجدر الإشارة إلى أن الصودا الدايت فقط تم ربطها بزيادة خطر الوفيات المرتبطة بالكبد في الدراسة.
الخبر السار من البحث هو التأثير الإيجابي القوي للتوقف عن شرب الصودا تماماً. فقد أظهر استبدال الصودا العادية أو الدايت بالماء انخفاض خطر MASLD بنسبة 15.2% و 12.8% على التوالي.
نصائح لاختيار مشروبات صحية أفضل:
على الرغم من أن النتائج تقدم أدلة ذات مصداقية، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أنهم لم يتمكنوا من تحديد أي العلامات التجارية أو المحليات الصناعية تشكل أكبر المخاطر. ومن المقرر إجراء المزيد من الدراسات لفهم كيفية تأثير المحليات المختلفة على صحة الأمعاء والكبد.
ومع ارتفاع أمراض الكبد عالمياً — والمتوقع أن تؤثر على أكثر من نصف البالغين بحلول عام 2040 — قد يكون لإعادة تقييم اختياراتنا اليومية للمشروبات أثر كبير على الصحة العامة.