من لعنة قديمة إلى علاج حديث: فطر مرتبط بـ "لعنة المومياء" يبشر بالخير في علاج السرطان
فطر كان مرتبطًا في السابق بالوفيات الغامضة المحيطة بحفريات المقابر القديمة، وهو فطر الرشاشية الصفراء (Aspergillus flavus)، يُشاد به الآن كاختراق محتمل في علاج السرطان. لقد حدد الباحثون وعدّلوا جزيئات من هذا الفطر سيئ السمعة، مما أظهر فعالية ملحوظة ضد خلايا سرطان الدم، مما يفتح آفاقًا جديدة لتطوير الأدوية.
شبح تاريخي
- لعقود من الزمان، ارتبط فطر الرشاشية الصفراء بما يسمى "لعنة المومياء".
- في عشرينيات القرن الماضي، توفي أعضاء فريق التنقيب عن الملك توت عنخ آمون في ظروف غامضة.
- بعد عقود، توفي عدد كبير من العلماء الذين دخلوا قبر الملك البولندي كازيمير الرابع، مع تورط جراثيم الفطريات، وتحديداً فطر الرشاشية الصفراء، في كلتا الحالتين.
كشف أسرار الفطريات
لطالما عرف العلماء أن الفطريات تنتج مجموعة متنوعة من الجزيئات النشطة بيولوجيًا. ومع ذلك، كان فهم كيفية قيام الفطريات بتخليق هذه المركبات، وخاصة الببتيدات المصنعة ريبوسومياً والمعدلة بعد الترجمة (RiPPs)، يمثل تحديًا.
- التحدي: جعلت عملية تخليق RiPP المعقدة في الفطريات دراستها صعبة.
- الاختراق: حدد الباحثون بروتينًا معينًا في فطر الرشاشية الصفراء مسؤولاً عن إنتاج RiPP.
- الاكتشاف: من خلال التلاعب بالجينات، تم العثور على أربعة RiPPs جديدة من فطر الرشاشية الصفراء، سميت asperigimycins.
أسبريجيميسينات: أمل جديد
أسفرت الاختبارات الأولية للأسبريجيميسينات عن نتائج مثيرة، خاصة في مكافحة سرطان الدم.
- أظهر اثنان من الأسبريجيميسينات الأربعة المكتشفة فعالية مباشرة ضد خلايا سرطان الدم البشرية.
- عند دمجها مع دهون، أظهرت نسخة من الأسبريجيميسين فعالية مماثلة لأدوية سرطان الدم المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء مثل السيتارابين والداونوروبيسين.
- حدد المزيد من الأبحاث جينًا "بوابة" يسهل دخول الأسبريجيميسينات والببتيدات الحلقية الأخرى إلى الخلايا السرطانية، مما يوفر هدفًا جديدًا لتطوير الأدوية.
إمكانات العلاج الموجه
أحد أكثر الجوانب الواعدة للأسبريجيميسينات هو خصوصيتها الواضحة.
- أثرت المركبات بشكل أساسي على خلايا سرطان الدم.
- أظهرت تأثيرًا ضئيلًا أو معدومًا على خلايا سرطان الثدي أو الكبد أو الرئة، ولا على البكتيريا والفطريات المختلفة.
- هذا الإجراء المستهدف أمر بالغ الأهمية لتطوير الأدوية ذات الآثار الجانبية الأقل.
مستقبل الطب الفطري
لا يقدم هذا البحث الرائد علاجًا جديدًا محتملاً لسرطان الدم فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على الإمكانات الهائلة غير المستغلة للمركبات الطبيعية الموجودة في الفطريات. وكما أشارت شيري جاو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، "لقد منحتنا الطبيعة هذه الصيدلية المذهلة. والأمر متروك لنا لكشف أسرارها."
تتضمن الخطوات التالية اختبار الأسبريجيميسينات في التجارب على الحيوانات، والاقتراب من تحويل ما كان في السابق نذير موت تاريخي إلى دواء منقذ للحياة.