الصحة اليومية
·03/10/2025
تشير تحليلات علمية رائدة إلى أن تبني "نظام غذائي صحي للكوكب" يمكن أن يغذي بشكل مستدام عدد سكان العالم البالغ 9.6 مليار نسمة بحلول عام 2050، مع تحسين الظروف البيئية في الوقت نفسه. يتضمن هذا النهج الشامل تغيير الأنماط الغذائية، وتقليل هدر الطعام، وتعزيز الإنتاجية الزراعية.
يؤكد النظام الغذائي الصحي المقترح للكوكب على الفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات والحبوب الكاملة، مع تناول كميات معتدلة من اللحوم ومنتجات الألبان، والحد الأدنى من السكر المضاف والدهون المشبعة والملح. على وجه التحديد، يوصي بحصة يومية واحدة من منتجات الألبان وحصة يومية واحدة من البروتين الحيواني (الأسماك أو الدواجن أو البيض أو اللحوم)، مع الحد من اللحوم الحمراء إلى حصة 4 أونصات مرة واحدة في الأسبوع. لا يتعلق هذا النهج بالتخلص من المنتجات الحيوانية تمامًا، بل يتعلق بالاستهلاك الواعي.
يمكن أن يؤدي تطبيق هذا النظام الغذائي عالميًا إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية بنسبة تزيد عن 50٪ الناتجة عن النظم الغذائية. تمثل حاليًا إنتاج الغذاء ما يقرب من 30٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية. علاوة على ذلك، يقدر تقرير EAT-Lancet Commission المحدث لعام 2025 أن تبني هذا النظام الغذائي يمكن أن يمنع حوالي 15 مليون حالة وفاة مبكرة كل عام عن طريق تحسين التغذية وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي مثل مرض السكري وأمراض القلب. في الولايات المتحدة وحدها، يمكن تجنب ما يقدر بنحو 31٪ من الوفيات المبكرة للبالغين.
بالإضافة إلى التغييرات الغذائية، يؤكد التقرير على ضرورة الحد من فقد الأغذية وهدرها، إلى جانب الانتقال إلى ممارسات مستدامة لإدارة الأراضي والمياه والنظم الإيكولوجية. أكد الرئيس المشارك للجنة يوهان روكستروم أن إنتاج غذاء صحي وبأسعار معقولة ومتاح للجميع يمثل تحديًا كبيرًا يتطلب استثمارًا متزامنًا في هذه المجالات.
يمكن أن يؤدي تحويل النظام الغذائي العالمي أيضًا إلى تحقيق فوائد اقتصادية كبيرة، مما يوفر ما يقدر بنحو 5 تريليونات دولار سنويًا من خلال استعادة النظام البيئي، وخفض تكاليف الرعاية الصحية، والتخفيف من آثار تغير المناخ. وهذا يفوق بكثير الاستثمار المقدر اللازم للجهد العالمي. ومع ذلك، يتوقع التقرير رد فعل عنيف من الصناعات، وخاصة قطاعي لحوم البقر ومنتجات الألبان، على غرار رد الفعل الذي أعقب تقرير EAT-Lancet الأولي لعام 2019، مع إثارة مخاوف بشأن المعلومات المضللة والإنكار بشأن علوم المناخ.
تقترح اللجنة العديد من الاستراتيجيات القابلة للتنفيذ، بما في ذلك تحويل الإعانات الزراعية من اللحوم ومنتجات الألبان إلى خيارات نباتية أكثر استدامة لجعلها في متناول الجميع. بالإضافة إلى ذلك، يتم اقتراح فرض ضرائب على الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح والدهون المشبعة، إلى جانب القيود المفروضة على تسويق الأطعمة غير الصحية، وخاصة للأطفال، ووضع ملصقات تحذير واضحة. يدعو التقرير أيضًا إلى حماية وتعزيز الأنظمة الغذائية النباتية التقليدية في جميع أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن النظام الغذائي الصحي للكوكب مرن وقابل للتكيف مع أنماط الأكل الثقافية المتنوعة.









