الصحة اليومية
·30/09/2025
أبرزت الأبحاث الحديثة الفوائد الصحية الكبيرة للفواكه الشائعة، مما يتحدى فكرة أن الخيارات الغريبة أو باهظة الثمن فقط هي التي تقدم قيمة غذائية كبيرة. يؤكد اختصاصي تغذية مسجل أن المواد الغذائية الأساسية الموجودة في محلات السوبر ماركت مليئة بالعناصر الغذائية الأساسية ويمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة جيدة والوقاية من الأمراض. على الرغم من التوصيات باستهلاك ما لا يقل عن خمس حصص من الفواكه والخضروات يوميًا، إلا أن العديد من الأفراد يقصرون، مما يؤكد أهمية دمج هذه القوى التي يمكن الوصول إليها في الأنظمة الغذائية المنتظمة.
غالبًا ما يتم تجاهل التفاح، فهو مصدر قوة للفلافونويد، وهي مركبات نباتية ذات خصائص قوية مضادة للالتهابات تساهم في الشيخوخة الصحية. تشير الدراسات إلى أن زيادة تناول التفاح يمكن أن يقلل من خطر الوهن والتدهور المعرفي. علاوة على ذلك، فقد ارتبط الاستهلاك المنتظم للتفاح بانخفاض في الكوليسترول "الضار". تشكل الألياف القابلة للذوبان، البكتين، الموجودة في التفاح هلامًا في الأمعاء، مما يبطئ إطلاق السكر في مجرى الدم. قد تعمل مادة البوليفينول الموجودة فيها أيضًا على تحسين استخدام الأنسولين، مما قد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. لتحقيق أقصى فائدة، يجب تناول التفاح كاملاً وغير مقشر، لأن القشرة تحتوي على غالبية الألياف ومضادات الأكسدة. يحافظ التفاح النيء على فيتامين C، بينما يجب تجنب العصائر والوجبات الخفيفة المحلاة بسبب تركيز السكر فيها ونقص الألياف. يمكن أن يؤدي إقران التفاح بالبروتين أو الدهون، مثل زبدة الجوز أو الجبن، إلى زيادة استقرار مستويات الطاقة.
تعتبر التوت، بشكل عام، مصادر ممتازة لفيتامين C والألياف والأنثوسيانين، وهي الأصباغ المسؤولة عن ألوانها النابضة بالحياة وتأثيراتها القوية المضادة للأكسدة. يرتبط التوت الأزرق، على وجه الخصوص، بانخفاض كبير في خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني. كلما كان اللون الأزرق أعمق، زاد تركيز الأنثوسيانين، مما يساعد الأوعية الدموية على الاسترخاء وتحسين معالجة الجلوكوز. تشير الدراسات السريرية إلى أن التوت الأزرق يمكن أن يعزز حساسية الأنسولين، مما يعني أن الجسم يعمل بشكل أقل للحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة. من الأفضل تناولها كاملة، طازجة أو مجمدة، لأن التجميد لا يقلل من محتواها من مضادات الأكسدة. إن دمجها في العصيدة أو السلطات أو إقرانها بالشوفان أو الزبادي الطبيعي يوفر مظهرًا غذائيًا متوازنًا.
تتشابه الكمثرى في العديد من الفوائد الصحية مع التفاح، فهي غنية بالألياف القابلة للذوبان والمركبات النباتية الواقية المرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. إنها توفر حلاوة مرضية دون التسبب في تقلبات حادة في نسبة السكر في الدم. إن تناول الكمثرى مع القشرة يزيد من محتواها من الألياف والعناصر الغذائية. مثل التفاح، يمكن الاستمتاع بالكمثرى نيئة وغير مقشرة. يمكن أن يجعل السلق اللطيف هضمها أسهل لأولئك الذين يعانون من حساسية المعدة. يوفر إقران الكمثرى بالزبادي اليوناني أو الجبن القريش مزيجًا جيدًا من البروتين والدهون والألياف، بينما يضيف الجمع بينهما والمكسرات مثل الجوز دهون أوميغا 3 الصحية للقلب.
تحتوي بذور الرمان، أو العريضة، وعصيرها على مركبات نباتية فريدة تسمى إيلاجيتانين. ثبت أن هذه المركبات تتفاعل مع الأطعمة النشوية، مما يقلل من ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الوجبة. تشير التجارب إلى أن شرب عصير الرمان مع الخبز، على سبيل المثال، خفض استجابة نسبة السكر في الدم بشكل أكثر فعالية من حبوب منع الحمل، مما يسلط الضوء على أهمية المركبات الطبيعية للفاكهة بأكملها. يوصى بالبذور الطازجة لمحتواها من الألياف ومضادات الأكسدة. يمكن تناول العصير النقي باعتدال، ويفضل أن يكون مع الوجبات بدلاً من تناوله بمفرده، ومن الضروري التحقق من الملصقات بحثًا عن السكر المضاف في العصائر التجارية. إن رش بذور الرمان على السلطات أو أطباق الحبوب يعزز امتصاص الحديد بسبب محتواها من فيتامين C.
يتميز توت العليق بمحتواه العالي جدًا من الألياف مقارنة بمستويات السكر الطبيعية. هذه الخاصية الفريدة تعني أن السكريات التي تحتوي عليها يتم إطلاقها ببطء في مجرى الدم. مثل التوت الأزرق، فإن توت العليق مليء بالأنثوسيانين التي قد تحسن استجابة الجسم للأنسولين. أظهرت الدراسات أن إضافة توت العليق إلى الوجبات الغنية بالكربوهيدرات يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر والأنسولين في الدم بعد ذلك. يعتبر توت العليق الطازج أو المجمد مفيدًا بنفس القدر. يُنصح بتجنب الصلصات والمربيات المحلاة للحفاظ على نسبة السكر المنخفضة والألياف العالية. يتناسب توت العليق جيدًا مع الشوفان أو بذور الشيا أو بذور الكتان للحصول على وجبة غنية بالألياف ويمكن أن يحسن امتصاص الحديد عند دمجه مع الأطعمة الغنية بالحديد.









