الصحة اليومية
·09/06/2025
أثارت دراسة حديثة جدلاً باقتراحها وجود صلة محتملة بين العيش بالقرب من ملاعب الجولف وزيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون. حقق الباحثون في هذا الارتباط، مع التركيز على استخدام المبيدات الحشرية في صيانة ملاعب الجولف وتأثيرها المحتمل على المياه الجوفية. بينما تثير النتائج مخاوف، أبرز المجتمع العلمي قيودًا كبيرة في منهجية الدراسة، داعيًا إلى مزيد من البحث المتعمق.
تشير الأبحاث الجديدة المنشورة في JAMA Network Open إلى أن العيش على بعد بضعة كيلومترات من ملاعب الجولف قد لا يكون الخيار العقاري المثالي، خاصة فيما يتعلق بالصحة العصبية. استكشفت الدراسة، التي أجراها باحثون من معهد بارو العصبي ومايو كلينك، وجود صلة محتملة بين زيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون والقرب من ملاعب الجولف.
يعتمد مشرفو ملاعب الجولف في الولايات المتحدة بشكل كبير على المبيدات الحشرية، مع استخدام مئات المواد الكيميائية بشكل متكرر. أظهرت الدراسات التي تعود إلى عقد من الزمان درجات متفاوتة من تلوث المياه الجوفية تحت وحول ملاعب الجولف. والجدير بالذكر أن ملاعب الجولف قد ارتبطت سابقًا باضطراب عصبي آخر، وهو التصلب الجانبي الضموري (ALS)، والذي تم تحديده في ورقة بحثية عام 2024 من جامعة ميشيغان للطب.
لقد قوبلت نتائج الدراسة الأخيرة بمعارضة من المجتمع العلمي، مستشهدين بقيود منهجية كبيرة. وتشمل هذه القيود كيفية تقدير التعرض بناءً على العنوان، واعتبار الدراسة لسنتين إلى ثلاث سنوات فقط من العيش بالقرب من ملعب قبل تشخيص باركنسون، بدلاً من التعرض مدى الحياة. وهذا أمر بالغ الأهمية، حيث يمكن أن يستغرق باركنسون وقتًا أطول بكثير للتطور. كما استخدمت الدراسة بيانات تاريخية للمرض والعنوان من عام 1991 إلى عام 2015 ولكن بيانات ملاعب الجولف لعام 2013 فقط، ولم تحقق في عوامل أخرى مرتبطة بباركنسون مثل الصدمة أو الوراثة.
أقر ديفيد ديكستر، مدير الأبحاث في مؤسسة باركنسون بالمملكة المتحدة، باقتراح الدراسة وجود صلة بين المبيدات وباركنسون، لكنه شدد على القيود المنهجية. وأشار إلى أن باركنسون غالبًا ما يبدأ قبل 10-15 عامًا من التشخيص، ولم تأخذ الدراسة في الاعتبار الإقامة الدائمة للمشاركين في المنطقة، مما قد يؤثر على التعرض وبداية المرض. كما أشار إلى أن الدراسة لم تطابق السكان حسب الموقع، حيث يعيش 80% من مرضى باركنسون في المناطق الحضرية مقارنة بـ 30% فقط من المجموعة الضابطة، مما يشير إلى أن عوامل أخرى مثل تلوث الهواء قد تفسر بعض الزيادات. علاوة على ذلك، لم يتم إجراء أي تحليل لمستويات المبيدات في مياه الشرب، مما يضعف الادعاء بالتعرض للمبيدات.
بينما يبدو وجود صلة قوية بين ملاعب الجولف والمبيدات وباركنسون أمرًا معقولًا، فإن الأدلة الحالية على وجود علاقة سببية ضعيفة بسبب التصميم التجريبي. صرحت كاثرين فليتشر، رئيسة الأبحاث في مؤسسة باركنسون بالمملكة المتحدة، أن باركنسون مرض معقد بأسباب غير واضحة، ومن المحتمل أن يشمل عوامل وراثية وبيئية. وأشارت إلى أنه بينما استكشفت العديد من الدراسات ما إذا كانت المبيدات تزيد من خطر الإصابة بباركنسون، تختلف النتائج، مما يشير عمومًا إلى أن التعرض للمبيدات قد يزيد من الخطر، لكن الأدلة ليست قوية بما يكفي لإثبات السببية المباشرة. وخلصت فليتشر إلى أنه بينما تدعم الدراسة وجود علاقة بين المبيدات وباركنسون، إلا أنها محدودة إلى حد ما ولا تأخذ في الاعتبار التعرض المهني للمبيدات أو الاستعداد الوراثي.









