الصحة اليومية
·26/09/2025
تشير أبحاث جديدة من جامعة بوسطن إلى سبب مقنع لاستمرار بعض الذكريات بينما تتلاشى أخرى في غياهب النسيان. يعتقد العلماء أن الثقل العاطفي المرتبط بحدث ما يلعب دورًا حاسمًا في مدى احتفاظ أدمغتنا بتلك المعلومات، مما يوفر سبلًا محتملة لتحسين استدعاء الذاكرة.
يتعمق الباحثون في الآليات المعقدة التي تحكم تكوين الذاكرة وتلاشيها. إحدى الفرضيات المركزية الناشئة عن هذا العمل هي أن الذكريات المرتبطة بتجارب مشحونة عاطفياً تكون أكثر عرضة للترسيخ والحفظ من قبل الدماغ. يعمل هذا الوسم العاطفي كإشارة قوية، تدفع الدماغ إلى إعطاء الأولوية لهذه الذكريات على تلك الأكثر رتابة.
تفترض الدراسة أنه من خلال ربط الذكريات التي تبدو "هشة" بالأحداث العاطفية، قد يتمكن الأفراد من تعزيز قدرتهم على استدعائها في المستقبل. يشير هذا إلى أن شدة العاطفة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تعمل كعامل حاسم في تحديد مدى استمرارية الذاكرة. يبدو أن الدماغ مبرمج للاحتفاظ بالتجارب التي تثير استجابة عاطفية قوية، ربما كآلية للبقاء أو كوسيلة للتعلم من أحداث الحياة الهامة.
يمكن أن يكون لفهم هذا الارتباط بين العاطفة والذاكرة آثار كبيرة على مجالات مختلفة، بما في ذلك التعليم والتدخلات العلاجية. على سبيل المثال، قد يستكشف المعلمون طرقًا لجعل التعلم أكثر جاذبية عاطفياً لتحسين استبقاء الطلاب. يمكن للمعالجين الاستفادة من الروابط العاطفية لمساعدة الأفراد على الوصول إلى التجارب الماضية ومعالجتها بشكل أكثر فعالية. وبينما لا يزال البحث مستمرًا، تقدم النتائج لمحة رائعة عن التفاعل المعقد بين مشاعرنا وقدرتنا على التذكر.









