الصحة اليومية
·24/09/2025
لسنوات، كان يُعتقد أن دماغ البالغ ثابت، وغير قادر على توليد خلايا جديدة. ومع ذلك، فقد قلبت الأبحاث العلمية الحديثة، كما أبرزها عالم الأعصاب البارز الدكتور روبرت لوف، هذا المفهوم رأسًا على عقب. يمكن لدماغ البالغ، وخاصة الحصين – وهو أمر بالغ الأهمية للذاكرة والتعلم وتنظيم العواطف – أن ينمي بالفعل خلايا عصبية جديدة في ظل ظروف محددة. ولهذا الاكتشاف آثار كبيرة على الصحة المعرفية ومكافحة التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
عندما تكون العضلات والأنسجة الأخرى نشطة أثناء التمرين، يطلق الجسم بروتينًا يسمى عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF). غالبًا ما يُشار إليه باسم "سماد" الدماغ، ويلعب BDNF دورًا حيويًا في نمو الخلايا العصبية الجديدة، ويدعم تفرع الاتصالات العصبية، ويساعد الخلايا العصبية الموجودة على البقاء والعمل على النحو الأمثل. إن ارتباطه القوي بتكوين الخلايا العصبية الصحية في الحصين يجعله عاملاً رئيسيًا في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية.
بينما يمكن لجميع التمارين أن تساهم في صحة الدماغ، إلا أن التمارين ليست كلها متساوية عندما يتعلق الأمر بتحفيز إنتاج BDNF وتكوين الخلايا العصبية. قدم الدكتور لوف أدلة تشير إلى أن تدريب المقاومة، الذي يشمل رفع الأثقال وتمارين وزن الجسم، قد يتفوق على التمارين الهوائية في جوانب معينة، خاصة لكبار السن أو المعرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر. وقد أظهرت الدراسات باستمرار تأثيرًا إيجابيًا لتدريب المقاومة على القدرات المعرفية الشاملة وزيادة كبيرة في مستويات BDNF.
ارتبطت مستويات BDNF المرتفعة بانخفاض خطر الإصابة بمرض الزهايمر وبمعدل أبطأ للتدهور المعرفي. وبينما لا يعتبر BDNF علاجًا للزهايمر، فإن تعزيزه من خلال التمارين الرياضية يُعد أحد أقوى الاستراتيجيات غير الدوائية المتاحة. كما يتم دراسة تدريب المقاومة لإمكاناته في تقليل عبء الأميلويد، وتحسين بقاء الخلايا العصبية، وتخفيف الالتهاب، والحفاظ على حجم الحصين.
إن دمج تدريب القوة في الروتين اليومي يقدم سلسلة من الفوائد. يمكن أن يحسن المزاج، ويعزز المرونة تجاه التوتر، ويدعم الأداء المعرفي العام مع تقدمنا في العمر. علاوة على ذلك، يساهم تمرين المقاومة في نوم أفضل، وتنظيم سكر الدم، وتحسين الصحة الأيضية، ووظيفة القلب والأوعية الدموية القوية، وتعزيز مرونة الدماغ على المدى الطويل.









