الصحة اليومية
·15/09/2025
دراسة رائدة تشير إلى أن أنواعًا معينة من التمارين يمكن أن تبطئ بشكل كبير نمو الخلايا السرطانية، حتى بعد جلسة واحدة. وقد حدد الباحثون أن كلاً من تدريب المقاومة والتدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT) يمكن أن يعزز إنتاج الميوكينات، وهي بروتينات تطلقها العضلات وتمتلك خصائص مضادة للسرطان.
أجرى باحثون من جامعة إديث كوان في أستراليا دراسة شملت نساء نجين من سرطان الثدي. شاركت المشاركات إما في جلسة تدريب مقاومة لمدة 45 دقيقة (مماثلة لرفع الأثقال) أو جلسة تدريب متقطع عالي الكثافة (HIIT). مباشرة بعد التمرين، كشفت فحوصات الدم عن زيادة كبيرة في الميوكينات، وهي بروتينات تساعد العضلات على التواصل مع بقية الجسم.
من المعروف أن الميوكينات تنظم عملية الأيض وتثبط الجزيئات التي تعزز الالتهاب، وهو عامل معروف في تكوين الخلايا السرطانية. وأشار الباحث الرئيسي في الدراسة، فرانشيسكو بيتاريغا، إلى أن هذه النتائج تقدم تفسيرًا محتملاً لسبب ارتباط التمارين بتقليل تطور السرطان وتكراره والوفيات الناجمة عنه.
شملت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "أبحاث وعلاج سرطان الثدي" (Breast Cancer Research and Treatment)، 32 ناجية من سرطان الثدي (المراحل من الأولى إلى الثالثة) كن قد أكملن العلاج قبل أربعة أشهر على الأقل. كان متوسط عمر المشاركات 59 عامًا، بمتوسط مؤشر كتلة الجسم (BMI) يبلغ 28.
قامت المشاركات في مجموعة تدريب المقاومة بأداء تمارين تستهدف مجموعات العضلات الرئيسية، مع فترات راحة قصيرة بين المجموعات. أكملت مجموعة التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT) دفعات قصيرة ومكثفة من التمارين على آلات مختلفة، تليها فترات راحة أطول. مارست كلتا المجموعتين التمارين لمدة 45 دقيقة تقريبًا.
أُجريت فحوصات الدم قبل جلسات التمرين، ومباشرة بعدها، وبعد 30 دقيقة منها. أظهرت النتائج أن جلسة واحدة من تدريب المقاومة أو التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT) زادت مستويات الميوكينات. شهد الميوكين IL-6 زيادة بنسبة 47 بالمائة في مجموعة التدريب المتقطع عالي الكثافة، بينما شهدت مجموعة المقاومة زيادة بنسبة 23 بالمائة في الديكورين وزيادة بنسبة تسعة بالمائة في IL-6. وعلى الرغم من أن مستويات الميوكينات انخفضت تدريجياً بعد التمرين، إلا أنها ظلت مرتفعة.
بناءً على هذه المستويات المرتفعة من الميوكينات، يقدر الباحثون أن التمارين يمكن أن تقلل نمو الخلايا السرطانية بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 بالمائة. تعمل الميوكينات عن طريق قمع البروتينات الالتهابية التي تسمى السيتوكينات. يمكن أن تؤدي المستويات العالية من السيتوكينات إلى التهاب مفرط، مما قد يتلف الحمض النووي ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
بينما تعتبر هذه النتائج ذات أهمية خاصة لسرطان الثدي، الذي يصيب عددًا كبيرًا من النساء سنويًا، يقر الباحثون بالحاجة إلى مزيد من التحقيق في أنواع السرطان الأخرى والآثار طويلة المدى لبرامج التمارين المنتظمة. تهدف الأبحاث المستقبلية إلى استكشاف دور الجهاز المناعي في هذه الاستجابات المضادة للسرطان.









