الصحة اليومية
·12/08/2025
كشف باحثون من كلية الطب بجامعة هارفارد عن عامل محتمل مهم في تطور مرض الزهايمر: مستويات منخفضة من الليثيوم في الدماغ. تشير هذه الدراسة الرائدة، التي حللت أنسجة دماغ بشرية، إلى أن الوجود الطبيعي لليثيوم ووظيفته قد يكونان حاسمين في الوقاية من الحالة التنكسية العصبية.
الليثيوم هو عنصر طبيعي معروف بخصائصه المثبتة للمزاج، ويستخدم عادة في علاج الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب. تمتد وظائفه لتشمل حماية الخلايا العصبية وإدارة المعالجة العاطفية. تفترض دراسة هارفارد الجديدة أن الليثيوم يمكن أن يكون "الحلقة المفقودة" في فهم خطر الزهايمر.
فحص فريق البحث عينات من أنسجة دماغ بشرية من مشروع راش للذاكرة والشيخوخة، والذي شمل أفرادًا عبر طيف الصحة الإدراكية. لاحظوا أن مستويات الليثيوم كانت منخفضة بشكل كبير لدى المرضى المصابين بمرض الزهايمر المتقدم. في نماذج الفئران المصابة بالزهايمر، أدى نقص الليثيوم إلى زيادة كبيرة في ترسبات بروتينات بيتا أميلويد وتاو، وكلاهما مؤشران رئيسيان للمرض. على العكس من ذلك، عندما أعطيت الفئران نظامًا غذائيًا مقيدًا بالليثيوم، أظهرت شيخوخة متسارعة، وزيادة في تكوين اللويحات، والتهابًا متزايدًا، وتدهورًا إدراكيًا.
حددت الدراسة أيضًا مركب ليثيوم جديدًا، وهو أوروتات الليثيوم، والذي لم يرتبط ببروتينات الأميلويد. عند إعطاء هذا المركب للفئران، ساعد في استعادة الذاكرة وعكس تلف الدماغ، حتى في حالات المرض المتقدم. أعرب المؤلف الرئيسي بروس يانكنر، الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن حماسه للتأثيرات الواسعة لليثيوم على مظاهر الزهايمر، مصرحًا: "لم أرَ شيئًا كهذا تمامًا في كل سنوات عملي على هذا المرض."
بينما النتائج مشجعة للغاية، يؤكد الخبراء على الحاجة إلى تجارب سريرية بشرية واسعة النطاق للتحقق من صحة هذه النتائج. أشار أسامة إسماعيل، دكتوراه، مدير البرامج العلمية لجمعية الزهايمر، إلى أن النماذج الحيوانية تقدم رؤى ولكنها لا تحاكي الزهايمر البشري بشكل مثالي. إذا أكدت الدراسات المستقبلية هذا الارتباط، يمكن أن تساعد فحوصات الدم الروتينية في فحص مستويات الليثيوم لتحديد الأفراد المعرضين للخطر. ومع ذلك، حذر يانكنر من التداوي الذاتي بمركبات الليثيوم، مؤكدًا على أهمية التجارب السريرية الخاضعة للرقابة قبل التبني الواسع النطاق.









