الصحة اليومية
·09/08/2025
تشير دراسة حديثة نُشرت في "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" إلى أن الخيارات الغذائية، وليس مستويات النشاط البدني، هي المحرك الأساسي لوباء السمنة العالمي. يشير البحث، الذي حلل بيانات من أكثر من 4000 فرد عبر ست قارات، إلى أنه بينما تعتبر التمارين الرياضية حاسمة للصحة العامة، فإن التحكم في تناول السعرات الحرارية له تأثير أكبر على إدارة الوزن.
تُضفي الأبحاث الجديدة ثقلاً علمياً على المقولات الشائعة: "العضلات تُصنع في المطبخ" و"لا يمكنك التغلب على نظام غذائي سيء بالركض". وجدت دراسة شاملة قارنت الأفراد من الدول الصناعية مع أولئك من المناطق الأقل نمواً، بما في ذلك المزارعون النشطون والصيادون وجامعو الثمار، أن الاختلافات في إجمالي إنفاق الطاقة كانت ضئيلة عند تعديلها حسب حجم الجسم. على الرغم من ذلك، أظهر الأشخاص في الدول الصناعية نسباً أعلى من دهون الجسم ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، مما دفع الباحثين إلى استنتاج أن زيادة استهلاك السعرات الحرارية، وليس انخفاض إنفاق السعرات الحرارية، هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع معدلات السمنة.
يؤكد الخبراء أنه بينما تعتبر التمارين الرياضية حيوية للرفاهية البدنية والعقلية، قد يتم المبالغة في تقدير مساهمتها في فقدان الوزن. أشارت الدكتورة أماندا ماكغروسكي، إحدى مؤلفي الدراسة، إلى أنه إذا لم يتغير إنفاق السعرات الحرارية بشكل كبير، فإن تناول السعرات الحرارية يجب أن يكون المتغير الأساسي الذي يؤثر على زيادة الوزن. يتردد صدى هذا المنظور لدى متخصصين آخرين يلاحظون أن العديد من الأفراد يركزون بشكل كبير على التمارين الرياضية بينما يقللون من تقدير تأثير نظامهم الغذائي.
يتفق أخصائيو الغدد الصماء والسمنة إلى حد كبير مع نتائج الدراسة، مشيرين إلى أن الصلة بين النظام الغذائي والسمنة راسخة. ويسلطون الضوء على أن قدرة الجسم على تنظيم استخدام الطاقة يمكن أن تتكيف مع زيادة النشاط، مما يعني أن مجرد ممارسة المزيد من التمارين قد لا يؤدي إلى حرق متناسب للسعرات الحرارية. لذلك، يجب أن يتحول التركيز في إدارة الوزن نحو اتخاذ خيارات غذائية صحية، مثل استهلاك المزيد من الأطعمة الكاملة وعدد أقل من الأطعمة فائقة المعالجة. كما يُدعى إلى مبادرات الصحة العامة لجعل الغذاء المغذي أكثر سهولة في الوصول إليه وبأسعار معقولة لمكافحة وباء السمنة بفعالية.









