الصحة اليومية
·16/07/2025
تتحدى دراسة جديدة بارزة الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأن السمنة هي فقط نتيجة استهلاك سعرات حرارية أكثر مما تحرق. قام الباحثون بتحليل عقود من البيانات وكشفوا عن عوامل بيولوجية وبيئية وسلوكية متعددة تلعب دورًا حاسمًا في زيادة الوزن وفقدانه، مما يشير إلى اتباع نهج أكثر دقة للوقاية والعلاج.
تتأثر السمنة بالوراثة وبكتيريا الأمعاء وأنماط النوم والإجهاد، وليس فقط اختلال توازن السعرات الحرارية.
قد تبالغ النماذج التقليدية "السعرات الحرارية الداخلة مقابل السعرات الحرارية الخارجة" في تبسيط تعقيد تنظيم الوزن.
يمكن للتدخلات الشخصية التي تركز على التمثيل الغذائي والميكروبيوم وعوامل نمط الحياة أن تحسن نتائج العلاج.
قام باحثون من اتحاد الجامعات الدولية بمراجعة بيانات من أكثر من 50000 مشارك في 12 دولة. تضمن التحليل متعدد المراحل ما يلي:
تحليل تلوي لـ 120 تجربة سريرية حول النظام الغذائي والتمارين الرياضية.
فحص العلامات الجينية المرتبطة بتخزين الدهون وتنظيم الشهية.
توصيف الميكروبيوم في 5000 فرد لتقييم تنوع بكتيريا الأمعاء.
استطلاعات حول جودة النوم ومستويات الإجهاد والعوامل الاجتماعية والاقتصادية.
تم تتبع المشاركين لمدة 10 سنوات في المتوسط، مما سمح للعلماء بمراقبة الاتجاهات طويلة الأجل في تغير الوزن والنتائج الصحية المرتبطة به.
الاستعداد الوراثي: كان الأفراد الذين يحملون بعض المتغيرات الجينية أكثر عرضة بنسبة 30٪ لزيادة الوزن بسرعة، بغض النظر عن النظام الغذائي.
تنوع ميكروبيوم الأمعاء: ارتبط انخفاض التنوع البكتيري بارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI)، مما يشير إلى دور وقائي للميكروبيوم المتوازن.
النوم والإجهاد: ارتبط قصر مدة النوم (<6 ساعات/ليلة) وارتفاع هرمونات الإجهاد بزيادة خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 25٪.
العوامل البيئية: أدى محدودية الوصول إلى الأطعمة الصحية وأماكن ممارسة الرياضة الآمنة إلى تضخيم الاستعدادات الوراثية والبيولوجية.
تشير نتائج الدراسة متعددة الأبعاد إلى الحاجة إلى:
• خطط تغذية شخصية: تصميم الأنظمة الغذائية بناءً على الملف الوراثي وتركيبة ميكروبيوم الأمعاء.
• التدخلات السلوكية: إعطاء الأولوية لنظافة النوم وإدارة الإجهاد جنبًا إلى جنب مع النظام الغذائي والتمارين الرياضية.
• المبادرات المجتمعية: تحسين البيئات الغذائية والبنية التحتية الترفيهية في المناطق المحرومة.
تشير الدكتورة أنجالي راو، المؤلفة الرئيسية، إلى أن "نتائجنا تؤكد على تعقيد السمنة. يفشل نموذج السعرات الحرارية الواحد الذي يناسب الجميع في التقاط التأثيرات البيولوجية والاجتماعية المؤثرة". يضيف اختصاصي التغذية كارلوس مينديز: "يجب أن نتجاوز اتجاهات الحمية الغذائية ونطور برامج شاملة تعالج الوراثة وصحة الأمعاء والصحة العقلية".
يخطط فريق البحث لإطلاق تجارب سريرية لاختبار حزم التدخل الشخصية. تشمل الأسئلة الرئيسية ما يلي:
ما هي سلالات البروبيوتيك التي تدعم فقدان الوزن بشكل أكثر فعالية؟
كيف تتآزر إطالة النوم وتقليل الإجهاد مع التغييرات الغذائية؟
ما هي السياسات المجتمعية التي تحقق أكبر تأثير على معدلات السمنة؟
من خلال دمج البيانات الوراثية والميكروبية وبيانات نمط الحياة، يأمل العلماء في إنشاء علاجات مستهدفة يمكنها كبح وباء السمنة العالمي بشكل أكثر فعالية.









