التكنولوجيا اليومية
·03/12/2025
المحاكاة الحيوية - أي تقليد ما تنتجه الطبيعة - لا تزال تمدّ العلماء بأفكار لابتكارات مواد جديدة. أظهر فريق من جامعة كورنيل ذلك حين درس بنية ريش طيور الجنة ذات اللون الأسود العميق جداً، بالتعاون مع متخصصي الطيور. استلهم الباحثون من الريش شعيرات نانوية صنعوها على صوف، فانعكس من القماش 0.13٪ فقط من الضوء. يثبت العمل أن التعاون بين تخصصات مختلفة يؤدي إلى مادة تتفوق في الأداء والمتانة معاً.
المواد التي تعكس أقل من 0.5٪ من الضوء لم تعد مجرد ظاهرة مختبرية. طوّرت جامعة كورنيل نسيجاً من صوف الميرينو صُبغ وحُفِر بالبلازما ليصبح فائق السواد، ويظل قابلاً للتنفس والتمدد ومتناسباً مع الجسم. يفتح ذلك آفاقاً في قطاعات متعددة: أجهزة استشعار ومعدات بصرية مثل الكاميرات والتلسكوبات تحتاج إلى أقل انعكاس ممكن، كما تدخل الصناعة النسيجية حيث عُرض القماش فستاناً قابلاً للارتداء.
لتحويل الاكتشاف إلى منتج تجاري، قدّم فريق كورنيل طلب حماية براءة اختراع مؤقتة إيذاناً بالاستعداد للسوق. تعتمد طريقته تقنيات قابلة للتطوير وتخلو من مواد سامة، بما يميزها عن الأساليب السابقة. هذا التفكير التجاري يسرّع نقل التكنولوجيا، وقد يؤدي إلى استخدام سريع في المنسوجات والإلكترونيات وتحسين امتصاص ألواح الطاقة الشمسية.
الفستان الفائق السواد الذي يظهر لوناً أزرق قزحياً عند تغيير الزاوية يجمع بين الظلام الشديد والجاذبية البصرية. انعكاسه الضئيل يبقى ثابتاً عند النظر من زوايا مختلفة، فيضع معياراً جديداً يجمع الجمال بالأداء، ويشير إلى مستقبل تندمج فيه الابتكارات العلمية بسلاسة في الملابس اليومية والوظيفية.









