التكنولوجيا اليومية
·27/11/2025
غيّرت التحديثات الأخيرة في Character.AI طريقة استخدام المراهقين لشخصيات الذكاء الاصطناعي. كان أي مستخدم يقل عمره عن ثمانية عشر عامًا يستطيع سابقًا الدردشة مع الروبوتات بحرية، ويبحث في أي موضوع أو حالة يخطر بباله. أصبح الآن، بعد المخاوف على سلامة الأطفال، استخدامهم مقصورًا على قصص موجهة؛ وهي نسخة لعب أدوار منظّمة تُشبه كتابًا إلكترونيًا من نوع «اختر مغامرتك».
يطلب التنسيق الجديد من المستخدم اختيار نوع القصة والشخصية الجاهزة قبل أن يتقدم عبر رواية تفاعلية. يختلف هذا تمامًا عن الدردشة المفتوحة السابقة التي كانت تتيح للمستخدم توجيه المحادثة بضوابط ضئيلة. من الناحية التقنية والأمنية، يزيد هذا التحول من رقابة المحتوى. يفرض تنسيق القصص قواعد محددة سلفًا، فيقلل احتمال أن يُنتج الذكاء الاصطناعي نصائح ضارة أو غير لائقة. بالنسبة للمراهقين، تصبح التجربة أكثر أمانًا ويمكن التنبؤ بمجرياتها.
لكن القصص الموجهة تُقيّد العمق الذي يمكن أن يصل إليه المراهق في الاستكشاف الفكري. كانت الدردشة المفتوحة التي تقودها نماذج لغوية كبيرة متقدمة تتيح حوارًا عفويًا واسعًا. تتيح تلك الحرية التعلم والإبداع، لكنها تحمل مخاطر؛ كما ظهر في دعاوى قضائية أخيرة فشلت فيها روبوتات الدردشة في التعامل بأمان مع مواضيع حساسة.
ينتج عن التحول في Character.AI تبادل واضح: سلامة منظمة ومتعة سردية للمراهقين مقابل حرية الدردشة المفتوحة الغنية لكن الأخطر. تسير المنصة في اتجاه صناعي يمنح حماية المستخدمين الأصغر سنًا الأولوية، وهو اتجاه قد يتحول إلى معيار في خدمات الذكاء الاصطناعي.









