التكنولوجيا اليومية
·18/11/2025
لم يعد الذكاء الاصطناعي حكرًا على الخيال العلمي؛ أصبح أداة تغيّر شكل قطاعات بأكملها. مع اقترابنا من عام 2025، تبرز عدة اتجاهات رئيسية تحدد المرحلة التالية من الابتكار. على المهنيين والمستثمرين والمهتمين أن يفهموا هذه التحولات. إليك أبرز التطورات التي يجب متابعتها.
نماذج اللغة الكبيرة أصبحت أكثر قوة وأسهل استخدامًا، وتتجاوز مجرد روبوتات دردشة بسيطة. يتمثل هذا الاتجاه في دمج الذكاء الاصطناعي كمساعد في تطوير البرمجيات، وأتمتة إنشاء المحتوى المعقّد، وتفعيل حملات تسويق مخصَّصة للغاية. يُعيد ترتيب سير العمل في المجالات الإبداعية والتقنية.
شركات مثل OpenAI بسلسلة GPT وجوجل بـ Gemini تتصدر المشهد، إذ تُدرج قدرات التوليد في محركات البحث، وحزم الإنتاجية، وبرامج المؤسسات. هذا التكامل يحوّل الذكاء الاصطناعي المتقدم إلى أداة يومية عملية.
يدخل الذكاء الاصطناعي غرفة الفحص لتقليل العمل الإداري الثقيل على الأطباء. أدوات الاستماع المحيطية وكتبة الذكاء الاصطناعي، بموافقة المريض، تسجل الحديث وتنشئ ملاحظات سريرية منظمة تلقائيًا. يتفرّغ الأطباء للحديث مع المريض وتقديم الرعاية بدل كتابة البيانات.
أظهرت تقارير أن أنظمة مثل Jefferson Health و Penn Medicine تُطبّق كتبة الذكاء الاصطناعي هذه. تُشير دراسات إلى ارتفاع كفاءة الأطباء ومشاركة المرضى، رغم استمرار مناقشات حول خصوصية البيانات وضبط دقة التشخيص.
مع تعقيد التهديدات السيبرانية، يحوّل الذكاء الاصطناعي الأمن من نموذج رد فعل إلى نموذج استباقي. بدل انتظار الاختراقات، تحلّ خوارزميات الذكاء الاصطناعي حركة الشبكة لحظيًا لرصد الأنماط الشاذة وإبطال التهديدات قبل وقوع ضرر.
شركات مثل Darktrace تجسّد هذا الاتجاه، باستخدام ذكاء اصطناعي يتعلم بذاته ويفهم بيئة المؤسسة الرقمية ليكتشف التهديدات الجديدة ويردّ عليها باستقلالية. يُعد هذا تطورًا حيويًا في حماية الأصول الرقمية.
مع اتساع تأثير الذكاء الاصطناعي، تتزايد الدعوات العالمية إلى التطوير والنشر المسؤول. يشمل ذلك وضع أطر صارمة تضمن العدالة، وتزيل التحيز الخوارزمي، وتُبقي قرارات الذكاء الاصطناعي شفافة، وتُحمي خصوصية المستخدم. لم يعد الموضوع اهتمامًا متخصصًا بل ضرورة عملية.
يُظهر إقرار تشريعات مثل قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي توجّهًا عالميًا نحو المساءلة. استجابةً لذلك، أنشأت شركات التكنولوجيا فرقًا خاصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي لبناء ثقة الجمهور وضمان تطوير تقنياتها واستخدامها بمسؤولية.









