الصحة اليومية
·01/12/2025
عندما يأتي الشتاء وتهبط درجات الحرارة يلبس كثير من الناس ثياباً ثقيلة ويجلسون في أجواء دافئة ليشعروا بالراحة. غير أن العلم يقول إن التعرض لبرودة خفيفة قد يرفع معدل الحرق في الجسم ويحسّن الصحة العامة، وذلك بفضل نوع خاص من الدهون يُعرف بالدهون البنية.
الدهون البنية تختلف عن الدهون البيضاء التي تختزن الطاقة؛ إذ تحرق السعرات لإنتاج حرارة عند الشعور بالبرد. تكثر هذه الدهون لدى الرضّع، فتساعدهم على الحفاظ على حرارة الجسم قبل أن يكتسبوا القدرة على الارتعاش. في الدهون البنية تجد كمية كبيرة من الميتوكوندريا التي تحوي بروتيناً يُسمى UCP1، يحول الطاقة مباشرة إلى حرارة.
تُظهر الأبحاث أن البالغين يحتفظون بكميات صغيرة من الدهون البنية، وغالباً ما تكون أكبر لدى الأشخاص النحيفين. تشير دراسات إلى من يملكون نشاطاً مرتفعاً في هذه الدهون يتمتعون بصحة أيضية أفضل، إذ تتحسن حساسية الأنسولين لديهم ويقل خطر الإصابة بسكري النوع الثاني وأمراض القلب. مع ذلك تبقى كمية الدهون البنية لدى معظم البالغين محدودة، لذا يبدو تأثيرها المباشر في نقص الوزن طفيفاً. الأهم أن تحفيز الدهون البنية قد يساعد في ضبط سكر الدم وتحسين مؤشرات القلب والأوعية.
من بين المخاطر احتمال أن يكون التعرض للبرد، وهو الوسيلة الأساسية لتحفيز الدهون البنية، غير مريح أو حتى غير آمن لبعض الأشخاص، خصوصاً المصابين بأمراض القلب والأوعية. يُنصح باستشارة الطبيب قبل اللجوء إلى الاستحمام بالماء البارد.
دراسة نُشرت عام 2021 راجعت تصاوير PET لأكثر من 52000 شخص ووجدت انخفاض معدلات أمراض الأيض لدى من تبدو لديهم دهون بنية واضحة. دراسات إضافية توضح أن الجلوس في أجواء باردة يزيد نشاط الدهون البنية ويحسّن حساسية الأنسولين، رغم أن حجم التأثير يبقى محدوداً بالنسبة لنقص الوزن.
قد يمنح احتضان برودة الشتاء الخفيفة فوائد في الأيض، لكن يجب مراعاة الحالة الصحية الشخصية قبل التجربة.









