لاحظت مكملات المغنيسيوم رواجاً متزايداً في الآونة الأخيرة، إذ يصفها كثيرون عبر الإنترنت بأنها «علاج سحري» للنوم. لكن الانتشار لا يعني بالضرورة فعالية مثبتة أو ملاءمة للجميع. تشرح المقالة الآتي: ما يقوله العلم عن المغنيسيوم كمكمل للنوم، وتقارن فوائده ومحاذيره لدى الآباء والطلاب وموظفي المكاتب، وتبين مدى فعاليته مقارنةً بخيارات نوم شائعة أخرى.
ما يقوله العلم عن المغنيسيوم والنوم
المغنيسيوم معدن ضروري يشارك في مئات التفاعلات الجسدية مثل نقل الإشارات العصبية واسترخاء العضلات وتنظيم إيقاع الاستيقاظ والنوم. تشير دراسات سريرية إلى أن تناوله قد يُحسِّن بعض جوانب النوم لدى من يعانون نقصاً غذائياً أو أرقاً خفيفاً. لكن النتائج ليست حاسمة، وليس كل أنواع المكملات متساوية في الامتصاص أو التأثير.
كيف يعمل
- ضبط الناقلات العصبية: يُسهِّل المغنيسيوم إنتاج حمض γ-أمينوبوتيريك (GABA)، الناقل المثبِّط الذي يهدئ النشاط العصبي ويشجّع الاسترخاء.
- استرخاء العضلات: يخفف توتر العضلات الهيكلية، فيقلل الإحساس الجسدي الذي يعيق النوم.
- دعم الساعة البيولوجية: تشير أدلة محدودة إلى أن المغنيسيوم يساعد في توازن الهرمونات المتعلقة بالنوم، منها الميلاتونين، لكن تأثيره أضعف من مكملات الميلاتونين نفسها.
كيف يقارن المغنيسيوم بخيارات النوم الأخرى؟
تتوافر تدخلات متعددة لاضطرابات النوم. إليك مقارنة مبسطة:
المغنيسيوم أمام الميلاتونين
- الآلية: الميلاتونين يُبلِّر الجسم مباشرة بالاستعداد للنوم، بينما يؤثر المغنيسيوم على الاسترخاء ووظائف الجهاز العصبي.
- الاستخدام الأنسب: يُفضَّل الميلاتونين لاضطرابات الإيقاع مثل اضطراب الرحلات الجوية أو العمل بالورديات، أما المغنيسيوم فيناسب من تعاني نومها توتراً أو إجهاداً.
- الدعم البحثي: تدعم دراسات سريرية واسعة ومتسقة فعالية الميلاتونين قصير الأمد، بينما أدلة المغنيسيوم إيجابية لكنها أقل حسمًا.
المغنيسيوم أمام تعديلات نمط الحياة
- نظافة النوم: الالتزام بأوقات نوم واستيقاظ ثابتة، وتقليل الشاشة قبل النوم، والحد من الكافيين تدعمها أبحاث قوية وتكاد تخلو من المخاطر.
- الغذاء والحركة: تُحسِّن وجبات متوازنة وممارسة رياضية منتظمة النوم عموماً. الحصول على المغنيسيوم من خضار الورقيات والمكسرات والبذور بديل أمن مقارنة بالمكملات.
نقاط خاصة بكل مجموعة
الآباء
- المنفعة المحتملة: يذكر بعضهم استرخاءً أوَرقاً في بدء النوم بعد تناول المغنيسيوم، خصوصاً إذا كان القلق أو التوتر سبباً رئيسياً.
- تنبيهات: لم توافق الجهات الصحية على مكملات المغنيسيوم كمساعد للنوم لدى الأطفال دون استشارة طبية. اضطرابات النوم الشديدة لدى الصغار غالباً ما تحتاج تدخلات سلوكية أو تقييماً طبياً أولاً.
الطلاب
- المنفعة المحتملة: قد يشعر من يواجهون ضغط الامتحانات أو الجداول غير المنتظمة أو توتر العضلات بتحسن طفيف.
- ملاحظات: تحقق نظافة النوم والنشاط الرياضي وإدارة الضغط نتائج أوثق وأكثر استقراراً من المكملات. الجرعات العالية قد تُسبب اضطراباً معوياً.
موظفو المكاتب
- المنفعة المحتملة: الإجهاد المزمن والجلوس الطويل قد يرفعان حاجة الجسم للمغنيسيوم، فتخفف المكملات اضطرابات نوم خفيفة مرتبطة بتوتر العضلات أو القلق.
- بيئة العمل: معالجة التعرُّض الطويل للشاشات وتوزيع أعباء العمل غالباً ما يُحدث تحسناً أكبر في النوم من الاعتماد على المغنيسيوم وحده.
السلامة والإرشادات
- الجرعة: توصي غالبية الدراسات بعدم تجاوز 350 ملغ من مكمل المغنيسيوم يومياً للبالغين، إلا إذا أوصى الطبيب بغير ذلك.
- الآثار غير المرغوبة: الجرعات الكبيرة قد تُحدث إسهالاً أو ألماً بطنياً.
- الحاجة الشخصية: لا يحتاج كل شخص إلى مكمل؛ يُفضَّل التأكد من وجود نقص أو اشتباه قوي قبل الاستمرار.
خلاصة
قد يمنح المغنيسيوم دعماً خفيفاً للنوم، خصوصاً لدى من يعانون نقصاً غذائياً أو توتراً عضلياً. لكن تأثيره يبقى محدوداً مقارنة باستراتيجيات نوم أخرى مُجَرَّبة. على الآباء والطلاب وموظفي المكاتب اعتماد تعديلات نمط الحياة والغذاء المتوازن والتدخلات السلوكية المدعومة بالأدلة أساساً لصحة النوم. يُستحسن استشارة أخصائي رعاية صحية قبل البدء بأي مكمل، خاصة للأطفال أو من لديهم أمراض مزمنة.