الصحة اليومية
·17/11/2025
اكتشاف علمي جديد يبشر بأمل جديد في مواجهة الجلوكوما، وهي أمراض عينية تستنفد القدرات البصرية وتؤدي إلى عدم إمكانية استعادة البصر. وجد فريق من العلماء أن جزيئين طبيعيين، الأغماتين وفيتامين ب1 (الثيامين)، يتدني وجودهما بشكل لافت في سائل العين لدى المصابين، مما يفتح باب تشخيص مبكر وعلاجات غير مسبوقة.
تُصيب الجلوكوما العصب البصري الموجود في مؤخرة العين، وغالبًا ما يرتبط الضرر بارتفاع الضغط داخل كرة العين، لكن ليس في كل الحالات. تقتصر الخيارات العلاجية المتاحة حاليًا على خفض الضغط، وهو إجراء لا يوقف التدهور بل يؤخره فقط. ركّزت الدراسة التي قادتها جامعة ميسوري على تتبع التغيرات الكيميائية داخل سائل العين، فوجدت أن مرضى الجلوكوما يفتقرون إلى كميات كبيرة من الأغماتين والثيامين.
بتحليل الخلط المائي للعين تبيّن أن تركيز المادتين لدى المرضى أقل بكثير من المستوى الطبيعي. يعني هذا الانخفاض أن قياس كميتهما في العيادة يُمكِّن الطبيب من اكتشاف المرض في مراحله الأولى، وبالتالي البدء بإجراءات وقائية قبل أن يتسع نطاق الضرر.
أضاف الباحثون المادتين إلى فئران خضعت لضغط عيني مرتفع. انخفض الالتهاب في الشبكية، ونجت خلايا العصب العقدية الشبكية التي تتلف عادة بسبب الجلوكوما، وتحسنت القدرة البصرية للحيوانات. يفترض الفريق أن الأغماتين والثيامين تعملان كعاملَي حماية عصبية ومُنَظِّمَي مناعة.
يتطلب الأمر مزيدًا من البحث قبل نقل النتائج إلى الإنسان. يطمح الفريق إلى تطوير تحليل دم بسيط يكشف نقص المادتين، فيُمكِّن التشخيص المبكر والتدخل قبل حدوث الضرر. إذا نجحت الخطة، سيتغير مجرى الجلوكوما من داء يؤدي إلى العمى إلى حالة مزمنة يُراقبها الطبيب ويُديرها المريض قبل فقدان البصر.
نُشرت تفاصيل الدراسة في مجلة Investigative Ophthalmology besides Visual Science.









