الصحة اليومية
·05/11/2025
في مجتمع يُقيم الناس والمنتجات على أساس الوزن الذي تظهره الميزنة، ويتبع كل موسم نظام حمية جديد، يغدو من السهل الاعتقاد أن إنزال العدد المكتوب على الميزان هو المفتاح الوحيد للصحة. صناعة الحميات ذات العائدات المليارية تروّج لهذا الاعتقاد باستمرار. لكن أبحاثاً متزايدة وآراء أطباء تشير إلى طريق آخر أبقى للعمر والعافية: الاهتمام باللياقة البدنية لا بالدهون.
الواقع المعقد للوزن
القول المأثور «السعرات الداخلة تُقابل السعرات الخارجة» يختزل صورة بيولوجية متراكبة. لم ترتفع نسبة السمنة منذ الثمانينيات بسبب كبر الحصص فقط أو قلة الإرادة. يشرح الباحثون شبكة عوامل متداخلة من بيئتنا المتغيّرة. التعرض لمواد كيميائية ثابتة مثل PFAS الموجودة في البلاستيك والمبيدات يخلخـل الهرمونات ويُعدّل توازن الطاقة. دراسات ربطت حتى إصابة فيروسية شائعة - الفيروس الغدي البشري 36 - بالسمنة. الوصول إلى وزن محدد غالباً أشق بكثير من تقليل الطعام.
لماذا تخفق الحميات غالباً
لدى كثيرين تكرار مُحبط من نزول الوزن وعودته. يقدر الباحثون أن أكثر من 80٪ من مَن يخفضون كمية كبيرة من الكيلوغرامات يستعيدونها خلال خمس سنوات. ليس هذا فشلاً شخصياً، إنها حقيقة بيولوجية. الجسم مُبرمج للبقاء في أوقات شحّة. حين تخفض السعرات كثيراً يبطئ معدل الحرق للاحتفاظ بالطاقة، ويحفز الدماع رغبة جامحة في أطعمة كثيفة الطاقة. لا يسقط الجسم من «عربة الحمية»، بل يشعل آليات البقاء التي تحميه مما يراه مجاعة.
مخاطر صعود وهبوط الوزن
نمط فقدان الوزن واستعادته يُسمى «حمية اليويو». التذبذب المستمر يجهد الجسم. دراسات صنفت هذا النمط مع ارتفاع خطر أمراض القلب والأوعية، واختلال وظائف الأوعية، وكسور العظام، وبعض الأورام. إذن الدورة قد تُرهق الصحة بدلاً من دعمها.
فوائد إبراز اللياقة البدنية
حوّل الأولوية من الوزن إلى اللياقة. فوائد الحركة المنتظمة موثقة بعمق. يقلل المشي أو تقوية العضلات من خطر السرطان والاكتئاب والسكري. مراجعة شاملة عام 2024 وجدت أن تحسين لياقة القلب والتنفس طريق أوثق للصحة من اتباع حمية؛ فالرياضة تنفع بغض النظر عن نزول الوزن. يقول فسيولوجي الرياضة غلين غايسر: «كل خلية في الجسم تستفيد من التمارين». الإنسان قادر أن يكون لائقاً وصحياً حتى إن لم يكن رقمه على الميزان «مثالياً».
خطوات عملية لتبني عقلية اللياقة أولاً
لا تتطلب حياة تركز على اللياقة إجراءات مبالغاً فيها. المطلوب إيجاد طرق ممتعة لتحريك الجسم دائماً.
في النهااء، رعاية الجسم أكثر من مطاردة رقم. بإعطاء الأولوية للحركة المنتظمة والمحببة تبني أساساً للصحة والنشاط، أياً كان ما يعلنه الميزان.









