الصحة اليومية
·30/10/2025
ظهر دواء جديد يُدعى ALZ-801 يُؤخذ عن طريق الفم ويبدو أنه مفيد في علاج مرض الزهايمر، بعد أن كان قد بدا فاشلاً في البداية. لا يحتاج إلى حقن في المستشفى مثل الأدوية الحالية، التي تسبب أحيانًا تورمًا في الدماع أو نزيفًا خفيفًا. يُؤخذ ALZ-801 على شكل حبة تُبلع مرتين في اليوم. يعمل الدواء على منع تكوّن كُريات أميلويدية سامة في أول الأمر، لا على تفكيكها بعد تشكّلها كما تفعل الأجسام المضادة.
في البداية، بدا أن ALZ-801 (فاليلترامبروسيت) فشل، بعد أن أظهرت النتائج الأولية في أبريل عدم وجود فروق واضحة مقارنة بالدواء الوهمي. لكن عندما فحص الباحثون البيانات بعناية، وجدوا أن مجموعة صغيرة مؤلفة من 125 شخصًا يعانون من ضعف إدراكي خفيف قد استفادت بشكل كبير. في هذه المجموعة، تباطأ تدهور الذاكرة بنسبة 52٪ مقارنة بالذين تناولوا الدواء الوهمي. كما أظهرت صور الرنين المغناطيسي تباطؤًا بنحو 18٪ في انكماش الحصين، وهو جزء من الدماغ مهم للذاكرة.
طريقة تناول الدواء مهمة جدًا في حياة المريض. أدوية الأجسام المضادة مثل ليكانيماب ودونانيماب تُعطى عن طريق الحقن في المستشفى، ما يعني مواعيد منتظمة، وقت طويل، وكلفة مالية. أما ALZ-801 فيؤخذ في البيت، حبة مرتين في اليوم، مثل أي دواء عادي مثل أدوية الكولسترول. إذا ثبتت فعاليته، فإن هذه السهولة في الاستخدام قد تغير حياة الملايين من المرضى.
يعمل ALZ-801 بطريقة مغايرة تمامًا لأدوية الأجسام المضادة. تلك الأدوية تعمل كـ"فرقة تنظيف" تذهب إلى الدماغ بعد تشكّم اللويحات الأميلويدية لتُحطمها. أما ALZ-801 فيعمل على منع تكوّم هذه الكُريات السامة من الأساس. يبدو أن هذا الأسلوب يجنّب حدوث ARIA (تورم الدماغ أو النزيف)، وهو أمر مثير للقلق خصوصًا لدى من يحملون جين APOE4.
نحو 2٪ من الناس يحملون جين APOE4 من كلا الوالدين، لكنهم يشكلون نسبة كبيرة من مرضى الزهايمر. هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات ARIA عند استخدام الأجسام المضادة. ركّز تطوير ALZ-801 على كيفية تأثير هذا الجين على الدماغ. في التجارب، تحسنت حالة المرضى من مجموعة MCI، والتي ضمت عددًا كبيرًا من حاملي APOE4، دون الإبلاغ عن أي حالات تورم أو نزيف. يبدو أن ALZ-801 خيار أكثر أمانًا لهذه الفئة.
إلى جانب تحسن الأعراض، تباطأ انكماش الحصين بشكل ملحوظ، وهو ما يُهم المرضى مباشرة، لأنه مرتبط بفقدان الذاكرة قصيرة المدى وصعوبة التنقل. دراسات سابقة أظهرت أن ALZ-801 خفض مستوى p-tau في الدم، وهو مؤشر مهم على تطور المرض. كل هذه النتائج تشير إلى أن الدواء مصمم للحفاظ على الوظائف الذهنية في مراحل مبكرة.
رغم النتائج المشجعة، لم يُعتمد ALZ-801 بعد. الجهات التنظيمية تطلب مزيدًا من البيانات، فترات مراقبة أطول، وتقييمات أوسع للسلامة. تقول شركة Alzeon المُصنّعة إنها تجهز لتقديم طلب لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بهدف الحصول على موافقة بحلول عام 2026. إذا نجح، سيكون ALZ-801 أول دواء فموي يُعدّل مسار مرض الزهايمر، وأول دواء يُراعى في تصميمه خطر الإصابة بـ ARIA لدى حاملي APOE4. في مجال يغلب عليه الإحباط، يمثل هذا تقدمًا حقيقيًا يمنح المرضى أملًا في الاحتفاظ بعقولهم واستقلالهم لفترة أطول.









