
الصحة اليومية
·05/09/2025
تشير دراسة بحثية حديثة إلى أن أحماض أوميغا-3 الدهنية قد تساعد في حماية النساء – ولكن ليس الرجال – من مرض الزهايمر. يسلط هذا الاكتشاف الضوء على وجود اختلافات محتملة حسب الجنس في تطور مرض الزهايمر ويمهد الطريق لاعتماد نهج علاجية أكثر تخصيصًا في المستقبل.
يؤثر مرض الزهايمر على النساء بشكل غير متناسب، حيث يشكلن ما يقرب من ثلثي الحالات المشخصة في الولايات المتحدة. قامت الدراسة الجديدة بتحليل عينات دم لأكثر من 800 مشارك، وأظهرت فروقات كبيرة في الملف الدهني حسب الجنس. وجد أن النساء المصابات بالزهايمر لديهن مستويات أقل بشكل ملحوظ من الدهون غير المشبعة المسؤولة عن نقل أحماض أوميغا-3 عبر مجرى الدم. وعلى العكس، لم يلاحظ تغير مماثل في هذه الدهون لدى الرجال.
تعتبر أحماض أوميغا-3 الدهنية ضرورية لبناء وصيانة صحة خلايا الدماغ. وبما أن الجسم لا يمكنه إنتاجها ذاتيًا، يجب الحصول عليها من خلال النظام الغذائي. تشير هذه الأبحاث إلى أن ضمان تناول كافٍ من أوميغا-3 قد يكون مهمًا بشكل خاص للنساء من حيث صحة الدماغ والتقدم في العمر.
فحصت الدراسة، التي أجريت في أوروبا، أكثر من 700 نوع من الدهون في الدم لدى البالغين – بعضهم مصابون بالزهايمر، وبعضهم يعانون من ضعف إدراكي خفيف، وبعضهم لا يعانون من هذه الحالات. أظهر التحليل أن الدهون المشبعة كانت الأكثر انتشارًا بين النساء المصابات بالزهايمر، في حين كانت الدهون غير المشبعة الواقية (حاملة أوميغا-3) في أدنى مستوياتها بين هذه المجموعة.
من اللافت أن الرجال في الدراسة لم تظهر لديهم هذه الاختلافات في تركيب الدهون، مما يشير إلى أن تأثير عملية أيض الدهون على خطر الإصابة بالزهايمر قد يكون فريدًا لدى النساء. ويؤكد الخبراء أن هذه النتائج تسد فجوة حاسمة في فهم طرق تطور الزهايمر الخاصة بكل جنس.
على الرغم من أن النتائج واعدة، إلا أن الباحثين يحذرون من أن نتائج الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة بين استهلاك أوميغا-3 والوقاية من الزهايمر. هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث، بما في ذلك التجارب السريرية التي تشمل فئات عمرية أصغر وأكثر تنوعًا، لفهم كيفية تأثير أوميغا-3 على صحة دماغ النساء بالكامل.
في الوقت الحالي، يتفق المختصون في الصحة على أن النظام الغذائي الغني بأوميغا-3 يوفر العديد من الفوائد للصحة العامة. يوصى عادةً بالحصول على أوميغا-3 من الأطعمة بدلاً من المكملات الغذائية. إليك بعض أهم المصادر:
تؤكد هذه الدراسة على أهمية أخذ الفروقات بين الجنسين في الاعتبار عند البحث، وتشخيص، وعلاج مرض الزهايمر. ومع استمرار العلماء في استكشاف كيف تؤثر الدهون والعناصر الغذائية على تطور الزهايمر لدى النساء، فقد تصبح استراتيجيات الوقاية الفردية جزءًا أساسيًا من الرعاية المستقبلية.